“فوائد البنوك”.. هل هي الربا المحرم؟ الرد المفصل على شبهات شاذة

هوية بريس – د.محمد طلال لحلو
تصور أنك الأمين العام لمؤسسة دولية عملها هو إصدار المعايير الإرشادية وللحوكمة للمالية الإسلامية في العالم تستفيد منها المؤسسات المصرفية والسلطات الرقابية في العالم. تصور أن المعايير التي تصدرها تلح على ضرورة المواءمة مع المعايير الشرعية الدولية التي تمنع الفوائد البنكية منعا قطعيا (IFSB-5 norm).
تصور أن مؤسستك تشجع البدائل الحلال (الحلال نعم، هو عكس الحرام) في الأسواق الثانوية (IFSB-12 norm). تصور أن مؤسستك تحذر من السمعة السيئة التي تلحقها بعض الحيل الربوية (فما بالك بالفائدة الربوية نفسها) على المالية الإسلامية مثل التورق المصرفي المنظم (IFSB-guidance note 2). تصور أن مؤسستك تحذر في الكثير من إصداراتها من خطورة تضارب المصالح… وأن مؤسستك مقرها في ماليزيا وتجمع خبراء المالية الإسلامية من العالم كله والكثير منهم مشارقة ومن آسيا، فينظمون مؤتمرهم سنة 2025 عندك بالرباط، ويسافرون الساعات الطوال مع التعب ثم يفتتح ذلك المؤتمر، على لسان معاليه، بالمفاهيييييم التالية:
– أخذنا الاحتياط في المغرب أمام تسمية “المصارف الإسلامية” (فسميناها تشاركية).
– في آثينا اليونان، كان المدين يستعبد وكانت الفوائد أضعاف مضاعفة، فالمقصد رفع الظلم في القرض.
– قضية الفائدة تتفاوت فيها التفسيرات.
– بعض التيارات في الشرق رأت أن النظام البنكي كأنه شعار الفرقان بيننا وبين الغرب، للحشد.
– هناك مفكر باكستاني أفتى حكومته بالتنمية لتجاوز الربا، وفرق بين الربا والفائدة.
– في بلدنا تصدر مئات القوانين والمراسيم من الحكومة ولم يرد أي شيء يفيد بأن فوائد البنوك ربا.
– الغرب يتحسر لتأخره في المالية الإسلامية لأسباب مادية، وعلى كل حال الدافع المادي أهون من الإيديولوجي.
– فوائد البنوك مسألة خلافية (مثل موازين كما قيل قبل سنوات أمام البرلمان).
– هل يمكن للمصرف التشاركي أن يقوم بكل ما يقوم به البنك “العادي”؟؟
– هل هناك ضرورة لإبقاء النظامين العادي والتشاركي منفصلين؟؟
– هل من مانع لاعتماد وصف “التشاركي”، الذي هو وصف تقني محرر من الطابع الإيديولوجي، عوض “الإسلامي”؟؟
– هل في الإبقاء على اللبس بين النمطين ما يشعر بالتشويش على الناس في عقائدهم؟؟
كل هذا قيل أمام المؤتمر العالمي الدولي لكبار خبراء “مجلس الخدمات المالية الإسلامية”
Islamic Financial Services Board…
Yes… ISLAMIC…
ولهذا فمن كان مهتما بهذا التشويش المذكور في السؤال الأخير والنقط التي قبله، فعليه بالشريط الذي أضع رابطه أدناه، وهو في القناة ضمن سلسلة الربا والفائدة، وفيها كذلك شريط الربا أم المصائب وأصل الشرور، وشريط هل فوائد البنوك هي الربا.



