عاشوراء بين الوجدان السني والوجدان الشيعي

06 يوليو 2025 22:23

هوية بريس – متابعة

تحت عنوان “عاشوراء بين الوجدان السني والوجدان الشيعي“، كتب الدكتور رشيد بنكيران “يمثل يوم عاشوراء مفترقا رمزيا بين وجدانين دينيين مختلفين: السني والشيعي”.

وأضاف أستاذ الفقه وأصوله في منشور له على فيسبوك “ففي الرؤية السنية، تتجلى المناسبة في صيام تعبدي شكرا لله على نجاة موسى، متصلة بوحدة الرسالات السماوية، ومحكومة بهدي النبي ﷺ، بعيدا عن أي شعائر حدادية أو ممارسات مبتدعة”، مردفا “أما مأساة كربلاء المتعلقة بمقتل سيد شباب الجنة سبط النبي عليه الصلاة والسلام، رغم بشاعتها وفداحتها، فلا تحول في هذا الوجدان إلى طقس تعبدي، بل تبقى محل حزن مشروع لا يخرج عن ضوابط الشرع الحنيف”.

وتابع بنكيران “في المقابل، يتخذ الوجدان الشيعي من عاشوراء مرتكزا لتشكيل هويته يعيد إنتاج مأساة الحسين رضي الله عنه سنويا ضمن ممارسة جاهلية وطقوس درامية، تغذي سردية المظلومية والانقسام التاريخي، وتحمّل عموم الصحابة وأهل السنة وزر تلك الفاجعة، بل وتجعلها أداة لإسقاطات سياسية معاصرة، حيث يشيطن الخصوم بوصفهم امتدادا ليزيد بن معاوية، ويقدم الشيعة في صورة الحسين المظلوم الأبدي”.

وهكذا، حسب بنكيران “ينعكس تباين الموقفين في بعدين متقابلين: وجدان تعبدي قائم على الاتباع والعبادة في المنظور السني، ووجدان احتجاجي قائم على المظلومية التاريخية والانتقام في المنظور الشيعي. وليس الخلاف مجرد اختلاف في التفسير، بل هو تجلٍ لفهمين متباينين للدين والشرعية والتاريخ والهوية، يفضي الى انقسام عميق وحاد”.

كما أكد أن “تجاوز هذا الانقسام لا يكون بالتغاضي عن الحقائق، ولا بتسوية سطحية، ولا بتغليب حسن الظن في غير محله، بل بفهم نقدي يميز بين إحياء الحدث بوعي، وبين توظيفه لتغذية الصراع وإدامة الكراهية”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
15°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة