مؤتمر العدالة والتنمية بسوس يدشن نهضة تنظيمية ويرسم طريق المستقبل

07 يوليو 2025 20:30

هوية بريس – سعيد الغماز

 مرة أخرى، تؤكد الديمقراطية الداخلية لحزب العدالة والتنمية، أنها البوصلة الحقيقية لتجديد نخب الحزب، وصياغة مستقبله التنظيمي والسياسي. فرغم ما ذهبت إليه بعض المنابر الإعلامية من تكهنات، واستباق لنتائج المؤتمر الجهوي للحزب بجهة سوس ماسة، اختار المؤتمر، بكل حرية ومسؤولية، طريق الديمقراطية الداخلية، وفضّل منطق الاختيار الديمقراطي على لغة التصفيق والمحاباة، كما هو حال بعض الأحزاب.

وهكذا أفرزت صناديق الاقتراع انتخاب السيد أحمد أدراق كاتبا جهويا جديدا، ليكون بذلك تجديد الثقة فيه تتويجا لمسار شفاف نابع من إرادة المناضلين، لا من ضغوطات أو إملاءات فوقية.

لقد جسد هذا المؤتمر نموذجا حيا للديمقراطية الداخلية الحقيقية، من خلال عملية انتخابية واضحة، انطلقت بعملية الاقتراح السري الحر للأسماء المرشحة لقيادة الجهة، ثم مرحلة التداول في الأسماء المرشحة من طرف المؤتمر، والتي شهدت نقاشا راقيا يمتاح من مرجعية الحزب ونضاليته، وصولا لعملية الترشيح النهائي التي أفضت إلى انتخاب الأخ أحمد أدراق كاتبا جهويا لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة للولاية المقبلة 2025-2029.

تجديد الثقة في الكاتب الجهوي كان بنَفَسٍ نقديٍّ وإصلاحيٍّ، يراهن على تدعيم المكتسبات وتصحيح الاختلالات. تم كذلك انتخاب الأستاذ محمد أوريش نائبا للكاتب الجهوي، والتصويت على لائحة أعضاء الكتابة الجهوية الجديدة المقترحة.

ما ميز مؤتمر مصباح سوس ليس فقط انتخاب قيادته الجهوية، بل أيضا الروح النقدية والإيجابية التي طبعت أشغاله. فمنذ الجلسة الافتتاحية التي حضرها الأمين العام للحزب السيد عبد الإله بنكيران، انطلقت فعاليات المؤتمر وسط أجواء من النقاش الجاد والمسؤول، حيث لم يتردد المناضلون في طرح الأسئلة الكبرى ومناقشة القضايا الجوهرية بجرأة ووضوح. كان النقاش صريحا، بل وحادا أحيانا، لكنه كان دائما محكوما بإرادة جماعية للبحث عن حلول واقعية تنسجم مع تطلعات الحزب في الجهة، وتراعي طبيعة الإكراهات التي تواجهه.

لقد نجح مؤتمر العدالة والتنمية بسوس في أن يرسم ملامح مرحلة جديدة، عنوانها: النقد البناء، والوضوح في الرؤية، وتجديد النخب بروح ديمقراطية مسؤولة. وهي عناوين تؤكد أن الحزب، رغم الصعوبات، ما يزال وفيا لرسالته الإصلاحية، ومتشبثا بمبادئه في مواجهة الفساد وتحديات المرحلة.

وفي حضرة هذا الوضوح النقدي، رسم مؤتمر العدالة والتنمية بسوس معالم المستقبل، وأعاد التذكير بأن المؤتمرات الحزبية الحقيقية لا تُقاس بكثرة المديح ولا دسم موائد الإطعام، بل بمدى القدرة على تقييم الذات، وتجديد الدماء، وصياغة مشروع سياسي يستجيب لتطلعات المناضلين والمواطنين. فتجديد النخب لا يكتمل إلا بثقافة نقدية إيجابية تستوعب الأخطاء وتصحح المسار.

وإذا كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد عكست نهضة تنظيمية واضحة للحزب في سوس العالمة، فإن بقية أشغال المؤتمر أظهرت إصرار مناضليه على مواجهة مختلف الاكراهات، وتحديات الاستحقاقات المقبلة، بروح جماعية متفائلة، وبوصلة عمل واضحة، تتجه نحو المستقبل، وتراهن على الإصلاح والتجديد كخيار استراتيجي لا محيد عنه. خيار قادر على مواكبة انتظارات المواطنين وخدمة قضاياهم.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة