بووانو: مونديال 2030 “فرصة تنموية كبرى” لا مجال للركوب عليها انتخابيا

هوية بريس-متابعات
أكد الدكتور عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، خلال جلسة مجلس النواب المخصصة لمدارسة والتصويت على مشروع القانون رقم 35.25 المتعلق بإحداث “مؤسسة المغرب 2030″، أن منح المملكة المغربية شرف استضافة نهائيات كأس العالم 2030، إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، يمثل تحقيقًا لحلم تاريخي رافق المسار التنموي والتحديثي للمغرب.
وأوضح بووانو أن هذا الحدث الرياضي الدولي الكبير يتجاوز كونه تظاهرة كروية، ليشكل اعترافًا حضاريًا ودوليًا بمكانة المغرب في الحوار بين الحضارات، وبأدواره في تعزيز قيم التعايش وبناء الجسور الثقافية والإنسانية.
وذكر بووانو أن رعاية جلالة الملك محمد السادس الشخصية لهذا المشروع تؤكد حرصه على ضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي، مشددًا في الوقت ذاته على أن هذه الرعاية لا تعفي باقي القوى الحية من مسؤوليتها، بل تفرض تعبئة وطنية شاملة، حيث ينبغي أن يسهم الجميع من موقعه في إنجاح هذا الرهان الوطني، بما يعود بالنفع على كل ربوع الوطن، وليس فقط المدن المحتضنة لمباريات كأس العالم أو قطاع الرياضة.
وفي سياق متصل، شدد بووانو على أن المؤسسات، وفي مقدمتها الحكومة، تتحمل مسؤولية كبرى في إنجاح هذا الورش، داعيًا إلى الابتعاد عن الحسابات الحزبية الضيقة والتحلي بروح الوطنية العالية، حتى لا يتم تسييس الحدث أو استغلاله انتخابيًا. وأضاف أن الحكومة التي ستشرف على مشاريع كأس العالم هي “حكومة المملكة المغربية” التي يعينها جلالة الملك وينصبها البرلمان، ولا يحق لأي جهة الادعاء بالوصاية أو الاحتكار الرمزي أو السياسي لهذا المشروع.
وفي لهجة نقدية، استحضر رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش لسنة 2016، والذي حذر فيه من الفوضى والصراعات التي ترافق بعض المحطات الانتخابية، قائلاً: “كفى من الركوب على الوطن لتصفية حسابات شخصية أو لتحقيق أغراض انتخابية ضيقة”، مضيفًا أن هذا التوجيه الملكي ما زال صالحًا وراهنًا في سياق مونديال 2030، وموجهًا لمن يحاولون “سرقة حلم ملك وشعب”.
كما دعا بووانو إلى استثمار هذه التظاهرة الكبرى في معالجة الاختلالات التنموية والعدالة المجالية، مذكرًا بأن هناك مواطنين في مناطق نائية لا زالوا يفتقرون إلى البنيات التحتية والخدمات الأساسية، بعيدًا عن الملاعب والفنادق والمساحات الخضراء.
وفي ختام مداخلته، شدد على ضرورة تقديم صورة شاملة وواقعية عن المغرب خلال فعاليات كأس العالم، مشيرًا إلى أن المغرب ليس فقط بلد المنشآت، بل هو أيضًا بلد التاريخ، والحضارة، والعلم، والتنوع الثقافي والديني، في ظل إمارة المؤمنين والهوية الوطنية الموحدة.



