تحذير للآباء: خطر داهم يُحدق بأبنائكم بسبب الذكاء الاصطناعي

17 يوليو 2025 19:13

هوية بريس – وكالات

في حادثة مأساوية تسلط الضوء على الوجه القاتم لتطور التكنولوجيا، عثر والدان في ولاية كنتاكي الأميركية على رسالة تهديدية على هاتف ابنهما إيلايجا هيكوك البالغ من العمر 16 سنة، تطالبه بدفع 3000 دولار مقابل حذف صورة عارية تم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي.



وكانت هذه الصورة المفبركة السبب المباشر في انتحار المراهق، الذي وقع ضحية لما يُعرف بـ”الابتزاز الجنسي الرقمي”، وهي ظاهرة آخذة في التوسع، تزامنا مع التطور المتسارع في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

الأب المفجوع: “إنهم منظمون وممولون جيداً”

قال جون بورنيت، والد إيلايجا، في تصريح مؤثر:

“الأشخاص الذين يستهدفون أطفالنا منظمون جيداً. إنهم ممولون بلا رحمة. لا يحتاجون إلى صور حقيقية؛ يمكنهم خلق ما يريدون من صور ثم استخدامها لابتزاز أطفالنا”.

وفاة إيلايجا دفعت السلطات إلى فتح تحقيق في عملية ابتزاز جنسي إلكتروني، يُشتبه في أنها مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي.

موجة متصاعدة من الجرائم الرقمية تستهدف القاصرين

بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فإن الولايات المتحدة تشهد “زيادة مروّعة” في حالات الابتزاز الجنسي الإلكتروني للقاصرين، خاصة الفتيان بين سن 14 و17 عاما. وقد سجلت الشرطة الفدرالية “أعداداً مقلقة من حالات الانتحار” نتيجة هذا النوع من الجرائم الرقمية.

سوق سوداء مزدهرة لصور الذكاء الاصطناعي الإباحية

في دراسة حديثة أجرتها منظمة “ثورن” Thorn المختصة بمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال، أفاد 6% من المراهقين الأميركيين بأنهم تعرضوا بشكل مباشر لصور أو مقاطع مزيفة تم توليدها بالذكاء الاصطناعي.

أما تقرير مؤسسة Internet Watch Foundation (IWF) البريطانية، فكشف أن المجرمين لم يعودوا بحاجة إلى صور حقيقية، إذ يمكنهم إنتاج صور مزيفة “مقنعة وأكثر ضرراً” باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وبحسب مؤشر “إنديكايتر” الأمريكي المتخصص في تتبع عمليات الاحتيال الرقمي، قد تُدرّ هذه العمليات أرباحًا تصل إلى 36 مليون دولار سنويًا. وتستند أغلبها إلى البنية التحتية لشركات كبرى مثل غوغل وأمازون وكلاودفلير، ما يجعل مواجهتها تحدياً حقيقياً.

خطر عالمي يتجاوز الحدود الأميركية

التهديد لا يقتصر على الولايات المتحدة. فقد كشفت منظمة “أنقذوا الأطفال” Save the Children أن واحداً من كل خمسة شباب في إسبانيا وقع ضحية لصور عارية مزيفة.

كما تحقق السلطات الإسبانية مع ثلاثة قاصرين في مدينة بورتويانو، بتهمة استخدام محتوى إباحي مولّد بالذكاء الاصطناعي لاستهداف زملاءهم ومدرّسيهم.

في بريطانيا، تم سن قانون جديد يُجرّم إنتاج مقاطع “التزييف العميق” الإباحية (Deepfakes)، ويواجه المخالفون عقوبة تصل إلى عامين سجناً.
أما في الولايات المتحدة، فقد وقع الرئيس دونالد ترامب في ماي الماضي على قانون مشابه يُجرّم المحتوى الإباحي المزيف.

إجراءات قانونية وعمليات تحايل متواصلة

أعلنت شركة ميتا (المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب) أنها رفعت دعوى قضائية ضد شركة في هونغ كونغ مسؤولة عن تطوير تطبيق التعري “CrushAI”، الذي يتجاوز سياسات المنصات للترويج لمنتجاته.

لكن بالرغم من هذه الخطوات القانونية والتنظيمية، يرى الخبراء أن التطبيقات الإجرامية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تزال قادرة على التحايل والمراوغة، وسط تسارع في تطوير أدوات “التعري الرقمي” التي وصفها تقرير “إنديكايتر” بأنها “أعداء خبيثون وعنيدون” يصعب إيقافهم.

دعوة للتحرك العاجل لحماية الأطفال

في ظل هذه التطورات الخطيرة، بات من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل جماعي لإيجاد إطار قانوني وتنظيمي صارم، مع الاستثمار في التوعية الأسرية والتربوية، وتطوير أدوات حماية رقمية للأطفال.

ففي عالم تزداد فيه القدرات التقنية، تتضاعف المسؤوليات الأخلاقية والتشريعية. ومثلما تتطور أدوات الذكاء الاصطناعي، يجب أن تتطور معها أدوات الردع، والحماية، والوقاية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة