هل نحن على أبواب ربيع عربي مدمر؟

19 يوليو 2025 16:22
النظريات الفلسفية الثلاث التي أطرت القراءة المعاصرة للقرآن عند الدكتور محمد شحرور

هوية بريس- ذ. أحمد الشقيري الديني
كان حرق البوعزيزي جسده في تونس احتجاجا على الحكرة الشرارة التي أطلقت موجة رهيبة من الاحتجاجات في ربوع الوطن العربي في أواخر العقد الأول من هذا القرن، أسقطت عروشا ودمرت أنظمة لم يكن أحد يتصور أن تتهاوى أمام حناجر الشعوب الغاضبة..!
هل استوعب حكام المنطقة العربية درس الربيع العربي؟!
اليوم تعيش المنطقة على فوهة بركان مدمر ستصيب حممه بدون شك المنطقة بجميع طبقاتها..
لكن كيف لا يشعر القائمون على الحدود بالحركة الإرتدادية لزلازل تسبق عادة الانفجار البركاني المدمر؟!
ما يجري في غزة منذ أزيد من عشرين شهر يتجاوز بكثير الحكرة التي أشعلت النار في جسد البوعزيزي رحمه الله..
فالبوعزيزي شعر بالحكرة من تصرف أهوج لمسؤول أمني أراد حرمانه مصدر رزقه..
وغزة أهلها عاشوا لسنوات الحكرة من خلال المعابر التي تنتهك أبسط حقوق العيش الكريم ومن خلال هدم البيوت ودوريات التفتيش ومن خلال حصار دام عشرين سنة..
البوعزيزي رحمه الله احتج بتقديم جسده قربانا في معركة الكرامة..
وغزة تقدم اليوم أرواح أبنائها قربانا في معركة كرامة أمة طال ليلها..
إن شعوب المنطقة كلها تشعر بالحكرة أمام الغطرسة الصهيونية وصمت المسؤولين وتواطئ الغرب الصليبي..
غزة لا تسائلنا فحسب، بل تهدد استقرار الوطن العربي كما حصل في نازلة البوعزيزي وأخطر..
قد نرى في قادم الأيام مأساة موت جماعي لشعب يقاوم عدوا احتل أرضه وحاصره ومنع عنه الدواء والطعام والماء..!
وإذا وقعت هذه المأساة التي تلوح بوادرها في الأفق بعد شكوى سكان غزة عضة الجوع والقهر، فلا تلومن أنظمتنا إلا نفسها..!
ستكون ردة فعل الشعوب عاتية مدمرة قد تتجاوز شرارتها المنطقة العربية لتصل إلى العالم بأسره..!
إن الأنظمة الحاكمة قادرة على فعل الكثير لرفع الظلم عن غزة..
هل هي عاجزة عن تنظيم مؤتمر يقول لا للتجويع ؟!
هل هي عاجزة عن إدخال لقمة تسد الرمق ؟
إنها إن تفعل فلأجل استقرارها أولا واستقرار شعوبها ومصلحتها قبل مصلحة الغزاويين..
إن ميزان القوى لم يعد لصالح اسرائيل والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ميزان القوى اليوم لصالح الشعوب التي ستكون لها الكلمة الأخيرة في هذه الملحمة الكبرى لأن اسرائيل فقدت القوة لما كشفت عن وجهها الحالك في الحرب اللا أخلاقية التي تخوضها ضد شعب أعزل..
ولهذا اسرائيل تريد استعادة هيبتها من خلال ضرب هذه الدولة وركل الأخرى، إنها تشعر بالضعف لما كسرت المقاومة الباسلة في فلسطين أسطورة الجيش الذي لا يقهر..!
وقبل هذا وذاك فميزان القوى تتحكم فيه السنن الإلهية التي تنبئنا بأن هلاك الظالمين ومن شايعهم ومن يسكت عن ظلمهم حتمية تاريخية ولا ينجو منه إلا من أنكر؛
عنوان هذا القانون الإلهي، قوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
أفيقوا أيها الصامتون، إن بركانا يغلي تحت أقدامكم يوشك أن يصيبكم بحممه..!
أفلا تعقلون؟
أفلا تذكرون؟
أتخشون أمريكا؟!
فالله أحق أن تخشوه إن كنتم تعلمون..

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة