أرقام تكشف واقع التظلّمات بالمغرب.. الداخلية والعدالة في الصدارة

هوية بريس – متابعات

سجلت مؤسسة وسيط المملكة خلال سنة 2024 ما مجموعه 7948 ملفًا من التظلمات وطلبات الوساطة، في منحى تصاعدي يعكس تنامي اعتماد المواطنين على المؤسسة كقناة لحل النزاعات وتحقيق الإنصاف الإداري.

ووفق ما ورد في التقرير السنوي للمؤسسة، المرفوع إلى الملك محمد السادس والمنشور في الجريدة الرسمية، فإن التظلمات شكلت ما يزيد عن 72% من إجمالي الملفات، متبوعة بطلبات التوجيه بنسبة تفوق 27%، في حين لم تتجاوز طلبات التسوية 11 ملفا فقط، أي ما يعادل 0,14%.

توزيع التظلمات حسب طبيعتها

• الإدارية: 2325 ملفًا

• المالية: 1761 ملفًا

• العقارية: 926 ملفًا

• حقوق الإنسان: 22 ملفًا فقط

وتعكس هذه الأرقام حجم الإشكالات الإدارية التي يواجهها المواطنون، مقارنة بباقي الأصناف الأخرى من التظلمات.

من هم مقدّمو الطلبات؟

بحسب المعطيات، فإن 99% من الطلبات جاءت من مواطنين مغاربة، مقابل 53 طلبًا فقط من أجانب. كما تلقت المؤسسة 501 طلب من خارج المغرب، مما يؤشر على إشعاع متزايد للمؤسسة حتى لدى الجالية.

أما من حيث طبيعة المتقدمين، فقد شكّل الأشخاص الذاتيون النسبة الغالبة بـ6626 طلبًا، أي أكثر من 83%، مما يعكس ضعف الوعي باللجوء الجماعي أو المؤسسي إلى آلية الوساطة، حسب التقرير.

تعدد وسائل الإرسال

استفاد المتظلمون من تنوع قنوات تقديم الطلبات، بين فضاء المواطن الرقمي، البريد المضمون، الإيداع المباشر، البريد العادي، الإرسال الإلكتروني، تطبيق واتساب، ومكتب الضبط الرقمي، في ما وصفه التقرير بـ”تنويع إيجابي في آليات الوصول إلى المؤسسة”.

الإدارات الأكثر تظلماً.. الداخلية أولاً

تصدر قطاع الداخلية قائمة الإدارات المعنية بملفات الوساطة بـ26.10% من الملفات، تليه:

• قطاع العدالة: 1078 ملفًا

• الاقتصاد والمالية: 15.73%

• السياحة والاقتصاد الاجتماعي: 11.33%

• الجماعات الترابية: 9.31%

• التربية الوطنية والتعليم الأولي: 8.90%

• الصحة والحماية الاجتماعية: 4.83%

وأشار التقرير إلى أن حضور هذه القطاعات يُعد “طبيعيًا” نظرًا لطبيعتها المجالية والوظيفية، بينما ربط بروز قطاع السياحة بتأثيرات برنامج “فرصة”.

صعوبات مستمرة في نيل الحقوق الإدارية

وسجلت المؤسسة استمرار حالات الحرمان من الحق في الحصول على المعلومة والوثائق الإدارية، فضلاً عن التأخر أو الامتناع عن تقديم ردود مبررة وفي الآجال المعقولة، إضافة إلى شكايات تتعلق بعوائق الولوج إلى العدالة.

وفي أبرز ما سجله التقرير لسنة 2024، تم الإعلان عن نجاح مبادرة التسوية الودية التي قادتها المؤسسة بين الإدارة وطلبات كليات الطب والصيدلة، وُصفت بـ”أحد الأحداث البارزة”.