في نازلة غزة أصبح البيان واجبا والصمت خيانة

23 يوليو 2025 23:47

هوية بريس – ادريس ادريسي

إذا كان الصمت زينة لصاحبه ووقارا له، وسبيلا لهيبة الناس منه واحترامه، وعلامة على رجحان عقله واتزانه؛ فإن البيان عند حصول موجبه -كما هو الحال في نازلة غزة وفواجع أهلها- طبيعة جبلية وحاجة إنسانية وفريضة فرضها الله على عباده كل من موقعه وحسب جهده وطاقته، إلا أنه في حق العلماء آكد وأوجب، وصمتهم -والحالة هذه- خيانة موجبة لمقت الله وغضبه، ومستجلبة للعنته وسخطه (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) ولا توبة لمن أوجب الله عليهم وظيفة البيان وكلفهم بأمانة البلاغ إلا ببيان الحق بعد كتمانه، وإظهاره للناس بعد السكوت عنه وإخفائه (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فاولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم).

والحق الذي يجب على أهل الحل والعقد إظهاره للناس حكاما ومحكومين أن ما يجري في غzة إبادة جماعية وتجويع للأبرياء وقتل للحياة ووأد للإنسانية، وأن الاستمرار في التطبيع مع العدو وعدم الإنكار عليه والسعي إلى دفع ضرره وإبعاد شره وخطره بالسبل المشروعة والطرق الممكنة مشاركة له في الجريمة سترتد عواقبها الوخيمة وآثارها المدمرة على الجميع ولو بعد حين.

وخلاصة القول أنه إذا كان الصمت حكمة فإن الكلمة جهاد بها توقظ العزائم وتستنهض الهمم نصرة للمظلوم وردعا لكل معتد وظالم، كما أنها إعذار إلى الله تعالى وإبراء للذمة بين يديه سبحانه ﴿لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُومِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا﴾.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة