الخمالي: الجزائر تسمح بالتنصير في مخيمات العار لاستدرار المساعدات الغذائية
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الإثنين 10 فبراير 2014م
في مقال له بعنوان: “النظام الجزائري ومخطط تنصير المحتجزين بتندوف” استنكر الباحث بدر الدين الخمالي التواطؤ الجزائري مع الجبهة الانفصالية “البوليساريو” ضد الوحدة الترابية المغربية، لكن حسب الخمالي هناك جريمة أخطر تقام في حق المحتجزين في المخيمات، وهي التمكين للمنظمات التنصيرية لنشر ضلالها، لأجل الاستفادة من دعمها في مخطط انفصالها، ولاستدرار المساعدات الغذائية والمتاجرة الرخيصة بالمعاناة الإنسانية.
يقول الخمالي: “جريمة يندى لها جبين أي مسلم في مشارق الأرض ومغاربها وهي التواطؤ المفضوح للنظام الجزائري مع جبهة البوليساريو ومنظمات التبشير النصرانية في استهداف عقيدة الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف وخاصة الأطفال الذين أصبحوا سلعة للبيع للمنصرين والكنائس المسيحية من قبل قادة الانفصاليين وبمباركة تامة من النظام الجزائري جريمة ترتكب جهارا نهارا غبر الحصار الغاشم والتجويع الدائم لاستدرار المساعدات الغذائية والمتاجرة الرخيصة بالمعاناة الإنسانية”.
ثم قال بعد سرده لإنجازات الدولة المغربية في مقابل إخفاق النظام الجزائري: “كل ذلك دفع النظام الجزائري إلى توجيه البوصلة بشكل مشين ومخالف للقيم الأخلاقية نحو التعاون مع منظمات التنصير وفسح المجال لها لكي تعبث يمينا وشمالا في المنطقة ودفعها إلى عرقلة كل الجهود التي يتم بذلها من إيجاد حل للصراع عبر التوظيف المشبوه لملف حقوق الإنسان وتحريك اللوبيات المسيحية المتطرفة بالولايات المتحدة الأمريكية للتأثير في القرار الأمريكي ومن تم القرار الأممي لتوسيع مهام المينورسو.
القضية أصبحت قضية عقيدة ودين وشرف ومصير أمة وأجيال بكاملها يتم استغلال معاناتهم بشكل بشع من قبل النظام الجزائري وصنيعته البوليساريو لبيعهم بثمن بخس للمؤسسات التنصيرية في مقابل أن توفر لهم الدعم الدبلوماسي وتكثف الضغط على المغرب عبر أذرعها الأخطبوطية المتخفية تحت ستار منظمات حقوق الإنسان”.
وللتدليل على ذلك قال: “تكشف عن ذلك الصفقات التي تم إبرامها بين قيادة البوليساريو و”جانيت لاينز” (janet lenz) رئيسة ما يسمى بكنيسة صخرة المسيح Christ the Rock Community والتي تترأس في نفس الآن منظمة “نوت فور غوتن انترناشيونال لحقوق الإنسان Not Forgotten International” (مقرها بالولايات المتحدة الأمريكية) بولاية ويسكونسن Wisconsin، والتي اعتادت كل سنة أن تتدخل باسمها باللجنة الرابعة للأمم المتحدة من أجل الدفاع عن الطرح الانفصالي الزائف في مقابل إطلاق يديها في المخيمات تحت غطاء العمل الإنساني والتعليمي لكي تنصر أطفال الصحراويين (الغذاء والمساعدات مقابل الصليب)”.
ثم ساق نموذجا خطيرا في قضية التواطؤ حيث قال: “وأبرز نموذج على التواطؤ الجزائري المفضوح هو إشراف ما يسمى بوزارة الشؤون الدينية الجزائرية بشراكة مع كنيسة صخرة المسيح وقيادة البوليساريو على تنظيم ما يسمى بملتقى الأديان من أجل السلام كل سنة داخل المخيمات بتندوف وتوفير الدعم اللوجيستي والمادي وتوفير الإقامة وتكاليف استقبال وتنقل الوفود الأجنبية.
الملتقى منذ أعلنت انطلاقته سنة 2006 أصبح موسما للتنصير والزندقة وضرب العقيدة الإسلامية والاستهتار بالمشاعر الدينية للمسلمين وموسما للتوظيف السياسي والاسترخاص الشنيع أمام المنظمات التنصيرية وقادة “التبشير” لكي يحركوا أتباعهم في الخارج من أجل الدفاع عن الطرح الانفصالي.
فعلى سبيل المثال نجد على موقع المنظمة:
http://notforgotteninternational.org/programs/dialogue-for-peace
تحت بند: حوار من أجل السلام شهادة لأحد المشاركين الصحراويين الذين تم التأثير عليهم في حوار الأديان المزعوم يقول فيها: (لقد قضيت حياتي في مواجهة هذه الديانة المسيحية السيئة ولم أكن أرى لها أي وجه حسن لكن الآن أريد أن يعرف باقي العالم الإسلامي الوجه الجميل للمسيحية ويجب أن نحمل هذا الأمر إلى جميع القارات)”.
التواطؤ الجزائري لم يقف عند هذا الحدّ حسب الخمالي “بل إن تطاوله جعله يؤسس ما يسمى بالرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي… وهي رابطة وهمية مثلها مثل الجمهورية الوهمية هدفها الضحك على ذقون المغفلين والسذج بعد أن انكشف أمر التنصير والإلحاد واستهداف عقيدة الصحراوين على أن هناك من المفكرين والدعاة المسلمين من يساند أطروحة تشتيت وتقسيم بلاد المسلمين وبث الفرقة والنزاع في صفوف أبنائه.
وقد أسندت رئاسة هذه الرابطة الوهمية لشخص يسمى المحجوب محمد سيدي الذي يدعي أنه داعية إسلامي؛ وبالفعل فقد قام المذكور بعدة تحركات على مستوى العالم الإسلامي شملت قطاع غزة وتركيا بتسهيل وتدبير من المخابرات الجزائرية، وبتغطية من جمعية العلماء المسلمين التي تحولت رئاستها إلى أداة طيعة في يد النظام الجزائري وخادمة لأغراضه رغم الأصوات المعارضة التي تصدر من داخلها لإدانة ذلك التواطؤ المفضوح ضد العقيدة الإسلامية”.
وفي الأخير قال: “والواقع أن التدليس والكيد للعقيدة الإسلامية والانحدار والسقوط الأخلاقي بلغ مداه لدى الطغمة الحاكمة بالجزائر وتجاوزت كل الحدود في سبيل خدمة أجندتها التخريبية في المنطقة مما لا يمكن السكوت عنه وعدم فضحه وكشفه أمام جميع المسلمين في شرق الأرض ومغاربها كي يعلموا ماذا وراء أكمة حق الشعوب في تقرير مصيرها الذي تدعي الآلة الإعلامية والسياسية الجزائرية الدفاع عنه كذبا وزورا وبهتانا”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الصورة المرفقة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري و”جانيت لاينز” رئيسة كنيسة صخرة المسيح والمدعو المحجوب محمد سيدي ممثل البوليساريو.