اتجاهات.. الناس تجاه قضية أمتهم الراهنة أربعة أصناف

24 يوليو 2025 23:12

هوية بريس – إبراهيم أيت باخة

اتجاهات:

الناس تجاه قضية أمتهم الراهنة أربعة أصناف:

الأول: المهتم بواقع أمته، وهو الذي يجتهد في الدفاع عن حقوقها العادلة، ويسعى لتحقيق مفهوم الجسد الواحد، ولا يتوانى – حسب مقامه ومقدرته- عن المنافحة والمشاركة والمدافعة والمرافعة، ولو بإبقاء هذه القضية حية في نفسه، مالكة عليه وجدانه وقلبه.

الثاني: الصامت، وهو الذي رضي لنفسه أن يكون في الزاوية الميتة من الأحداث، لا يبدي رأيا، ولا ينتقد موقفا، ولا يؤيد إجراء أو سلوكا، وإنما هو صمت مطبق، وسكوت أشبه بالموت، وهذا انعزال سلبي مقيت، وانقطاع غير مبرر بحال، مهما كانت الظروف والأحوال.

ويلحق بالصامت اثنان آخران: اللاهي الذي لا يدري ما يجري حوله، وليس له رغبة في ذلك، وزاعم الحياد، الذي يكتفي بتحليل الأحداث كأن الأمر لا يعنيه.

الثالث: الشامت، وهو الذي لا يجد غضاضة في التعبير عن رأيه غير المسؤول، فيصطف مع الجلاد، لخلفيات قومية أو أيديولوجية، أو معارضات شخصية، فلا شيء يمنعه من تحميل المظلوم كل ما لحقه من ظالمه.

الرابع: المضلل، وهو الذي ينطق باسم العلم، ويلوي أعناق النصوص، ويتحدث عن الشروط والضوابط والأحكام، والمصالح والمقاصد، والأدلة والمصادر، وهو أبعد عن هذا كله، وإنما يصدر في ذلك كله، عن حزبية مقيتة، وأفق ضيق، وفهم كليل، ورأي عليل.

وهذا الصنف أخطر من سابقيه، فكلاهما لا يلتفت إليهما، إما لشدة الخفاء أو شدة الظهور، ولأنهما يمثلان نفسيهما، أما المضلل فهو ملبس على الناس، وموقع عن رب العالمين.

وهذه الأصناف تختلف درجاتها باختلاف المقامات، فصمت المسؤول ليس كصمت من دونه، وشماتة القريب، ليست كشماتة العدو، وتضليل العالم ليس كتضليل الجاهل، واهتمام واهتمام هؤلاء كلهم ليس كاهتمام غيرهم.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة