د.نكاز يكتب: قول مختصر معتصر استدراكا على خطبة الجمعة

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور ميمون نكاز “من معتصر القول ومختصر النظر في الآية الشريفة، قولِه تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم…} [الفتح10] أنها مفيدة للاختصاصية بالنبي والخصوصية للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لاختصاصه بالرسالة وخصوصية ثبوتِ “العصمة” في حقه وحده دون غيره، فمن عَدَّاها لغيره فقد افترى على الله في دلالة كتابه، وأحدث قولا تحريفيا للمراد من الآية في وحيه”.
وأضاف الفقيه المغربي في منشور له على فيسبوك “فالذين يبايعون غير الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يبايعون “إنسانا مكلفا” بمقتضى الشرع منه في سياسة الخلق بالحق، وتدبير شؤونهم بالعدل، ولا يبايعون الله حقيقة ومطابقة، ومن توهم هذه الدلالة في “مطلق الإنسان المبايَع” فقد أنزله منزلة “القداسة” التي لا تثبت في صريح الاعتقاد الإيماني لغير الله تعالى، كما “العصمةُ” لا تثبت لغير الرسول صلى الله عليه وسلم”، مردفا “في حين نرى الشارع الحكيم قد أنزله منزلة المبتلى بالثقل العظيم، فقد صح في الحديث الشريف عن معقل بن يسار السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة)، وفي مسند أحمد من رواية أبي أمامة الباهلي: (ما مِن رجُلٍ يَلي أمرَ عشرةٍ فما فوقَ ذلك؛ إلَّا أتى اللهَ عزَّ وجلَّ؛ مَغلولًا يومَ القيامةِ يدُه إلى عنقِه : فكَّه برُّه، أو أوبقَه إثمُهُ : أوَّلُها ملامةٌ، وأوسطُها ندامةٌ، وآخرُها خزيٌ يومَ القيامةِ)..”.
وتابع الدكتور نكاز “المبايعة إنما هي للإنسان وفق شروط التعاقد فيها، وليست لله ولا للرسول على سبيل الحقيقة المطابقة المتماهية، ذلك هو شأن الإمارة والإمامة، فلا قداسة لأحد ولا عصمة بعد النبي الرسول الخاتم، هذا من “المسلمات الدينية”، وكل النصوص الصحيحة الثابتة الواردة في مسائل الإمامة والإمارة تتحرك في إطار هذه الحقيقة، وما أشكل منها وجب رده إلى هذه “الثابتة المسلمة”..”.
وختم منشوره، بـ”لنا عودة لآية “المنازعة” لصلتها الوثيقة بأصول فهم “المسألة السياسية” في إطار “مقاصد السياسة الشرعية”..”.
يذكر أن الخطبة الموحدة اليوم، مما جاء فيها “كما أكدت آية الفتح: (اِنَّ اَ۬لذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اَ۬للَّهَ)، على أن المبايع لولي الأمر كالمبايع لله تعالى، ويد الله فوق أيدي الجميع نصرا وتأييدا وجمعا للشمل وتوحيدا للصف. وهذه عناصر القوة الضامنة للسلم الاجتماعي من جميع مناحيه. بشرط القيام بواجب البيعة الشرعية..”.



