“خطة تسديد التبليغ”.. هذا موضوع “الخطبة الموحدة” غدا الجمعة

هوية بريس – متابعة
خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ضمن “خطة تسديد التبيلغ” خطبة موحدة في موضوع “تكريم المرأة في الإسلام“، ليوم غد الجمعة 7 صفر 1447هـ الموافق لـ1 غشت 2025م.
وهذا أول الخطبة:
الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه وتعالى على التكريم والتفضيل، وهو القائل:
“وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِےٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِے اِ۬لْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ اَ۬لطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاٗۖ“.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، القائل صلى الله عليه وسلم:
«استوصوا بالنساء خيرا».
صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما تامين دائمين بدوام ملك الله. وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم وسلك نهجهم القويم إلى يوم الدين.
أما بعد؛ معاشر المؤمنين والمؤمنات، فيقول الله تعالى في معرض الامتنان والتذكير بمسؤولية الإنسان:
“يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لنَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الذِے خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاٗ كَثِيراٗ وَنِسَآءٗۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَ اَ۬لذِے تَسَّآءَلُونَ بِهِۦ وَالَارْحَامَۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباٗۖ“.
عباد الله؛ لقد كرم الله تعالى المرأة في الإسلام وبين بيانا شافيا في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنها أخت الرجل في الأحكام، وقرينته في استحقاق الحقوق وتحمل الواجبات، وأنهما أمام خطاب الشرع سواء.
وزادها الله تعالى تكريما خاصا في مظاهر عدة، نذكر منها:
أولا: حمايتها من مظالم الجاهلية التي سلبتها كثيرا من حقوقها، فقد كانت المرأة في الجاهلية تورث كما يورث المتاع، وتحرم من حقها في الإرث والزواج وغير ذلك، فقال الحق سبحانه مدافعا عن حقها في ذلك كله:
“يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمُۥٓ أَن تَرِثُوا اُ۬لنِّسَآءَ كَرْهاٗۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ“.
قال ابن عباس رضي الله عنه:
كانوا في الجاهلية إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته؛ إن شاؤوا تزوّجها أحدهم، وإن شاؤوا زوَّجوها من غيرهم، وإن شاؤوا منعوها التزوُّج، فنزلت الآية في ذلك”.
والعضل في الآية؛ هو منع المرأة من الزواج من أجل استغلالها والاستحواذ على ثروتها. فحرم الله ذلك وجعل لها نصيبها من الإرث تتصرف فيه كما تشاء، وأعطاها الحق في التملك مثل الرجل سواء بسواء.
وعلى هذا لا يجوز لأحد رجلا كان أو امرأة أن يمنع بنته أو أخته من الزواج طمعا في أجرتها أو ميراثها أو مالها أيا كان مصدره. كما حرم الله تعالى وأْد البنات، أي دفنهن حيات، وعقوق الأمهات، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
«إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات، وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».



