العرب سيظلون عربا وإما نحن أو هم!!

01 أغسطس 2025 17:03

هوية بريس – د. رشيد بن كيران

العرب سيظلون عربا وإما نحن أو هم“..

قد يبدو هذا التصريح لهذا الوزير اليهودي في ظاهره مجرد تعبير عن صراع هوياتي، أو ترسيخ لحالة من الانقسام، لكنه في حقيقته بيان عقيدة يهودية عنصرية، تنضح بالكراهية والإقصاء، وتـترجم جوهر المشروع الاستيطاني الإسرائيلي القائم على الإبادة المادية والمعنوية والتاريخية لشعب كامل.

▪︎ حين يصرح وزير في حكومة دينية بهودية بأن “العرب سيظلون عربا“، فهو لا يصف حقيقة إثنية أو ثقافية، بل يطلق حكما ضمنيا بالتجريم والازدراء.

ففي العقل اليهودي المتطرف “العربييعني العدو، الناقص، غير المؤهل للإنسانية الكاملة، وهو بهذا يكرر ذات النظرة العنصرية التي عرفتها الإنسانية في أسوأ مراحلها، من الاستعمار الأوروبي إلى نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

▪︎ “إما نحن أو هم”: عبارة صراع وجود لا حدود، بهذه الجملة ينسف الوزير اليهودي أي إمكانية للتعايش أو السلام من جهة دولة إسرائيل، ويعلن صراحة أن المشروع الصهيوني لا يمكن أن يتسع لغير اليهود، ولا يعترف بشيء اسمه العدالة أو الشراكة أو الحق التاريخي للآخر.

إنه منطق إقصائي صفري يقوم على نفي الآخر بالكامل، ويشرعن التهجير القسري والقتل والاحتلال على قاعدة دينية محرفة ومنهجية سياسية منحرفة.

▪︎ ما عبّر عنه الصهيوني سموتريتش ينسجم تماما مع ما وصفه القرآن الكريم عن اليهود في قوله: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا۟ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾؛ فإنهم لا يرون حرجا في ظلم من ليس من ملتهم أو جماعتهم، بل ينسبون هذا الظلم إلى الله زورا، ويفترون عليه دينا يبرر الغدر والتمييز، في أقبح صورة لتحريف الدين وتوظيفه في خدمة الاستعمار والعنصرية.

▪︎ إن كان وزير إسرائيل يردد أن “العرب سيظلون عربا”، فإننا نرد عليه بالقول: اليهود سيظلون يهود؛

– ينقضون العهود: ﴿كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌۭ مِّنْهُمُ﴾

– ينشرون الفساد في الأرض: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلْأَرْضِ فَسَادًۭا﴾

– ويعتقدون أنهم أسيادا وغيرهم دونهم منزلة: {وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰۤؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰۤؤُهُۥۚ}، و كذلك شعب الله المختار.
جوابنا وجواب كل مسلم صادق حر يؤمن أن العاقبة للمتقين:

◆ هذه الأرض تتسع لأهلها الحقيقيين وليس للمغتصبين؛ العرب ليسوا طارئين على هذه الأرض، ولا دخلاء على تاريخها.

فلسطين عربية إسلامية، بقدسها وأقصاها، بمساجدها وأهلها، وستظل كذلك مهما علت أصوات الكراهية والتزييف ومهما كلفت من تضحيات.

◆ كلمات سموتريتش ليست زلة لسان أو لسان لأقلية يهودية ، بل مرآة لفكر يهودي صهيوني متجذر يضرب في أعماق التاريخ، فكر ومشروع يجب أن يُعرّى لا أن يطبع معه، ويقاوم لا أن يهادن.

◆ وإذا كان الصراع كما قال الوزير المجرم: “إما نحن وإما هم“، فليعلم أن الحق لا يموت، وأن الشعوب التي تُظلم قد تنكسر لحظة، لكنها لا تنتهي. بل نعتقد جازمين أنه سيأتي الوقت الذي سيتكلم فيه الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي، تعالى فاقتله، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.

– عبارة الوزير الإسرائيلي “العرب سيظلون عربا، وإما نحن أو هم” هي في حقيقتها رسالة موجهة إلى عدة أطراف في العالم العربي، يفضح بها منطق الكيان الصهيوني ويكسر أوهام التعايش والتطبيع.

أولا، هي رد قاس على حكام العرب الذين يقدمون التنازل تلو التنازل باسم حلم حلّ الدولتين، ويظنون أن تقديم مبادرات السلام سيقابل بحسن نية من الطرف الآخر. فيأتي هذا الوزير ليقول صراحة: لا مجال للسلام، ولا قيمة لتنازلاتكم، فإما نحن وإما أنتم.

ثانيا، هي صفعة موجهة إلى النخب الفكرية العربية التي تدعو إلى علاقات طبيعية أو التطبيع مع الكيان الصهيوني باسم الإنسانية أو التاريخ المشترك، فإذا بالوزير الإسرائيلي ينسف هذه الأوهام، ويقولها بوضوح: العرب هم العرب، والتطبيع معهم لا يمكن أن يكون حقيقيا.

وثالثا، هي إهانة مباشرة لمنافقي العرب الذين يتملقون الاحتلال ويرفعون شعار “كلنا إسرائيليون“، معتقدين أن ذلك سيكسبهم القبول أو الاحترام لدى اليهودي. فيأتي الرد من وزير اليهود نفسه: دوركم أن تبقوا منافقين لا أكثر، لا نراكم أصدقاء، ولا نعترف بكم كشركاء في الإنسانية، بل مجرد أدوات.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
15°
16°
السبت
16°
أحد
16°
الإثنين
17°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة