كلمات في الجبن الخالع.. بنعلي.. البصيص المتبقي الذي يحيي الأمل

03 أغسطس 2025 16:20
موسسة عابد الجابري تعتبر الاعتداء على ويحمان عملا إرهابيا يقف وراءه متأمزغون إرهابيون

هوية بيس – د.أحمد ويحمان

قال رسول الله ﷺ: «شرُّ ما في رجلٍ شُحٌّ هالع، وجُبنٌ خالع» (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

وفي زماننا هذا، تتجلى هذه النقيصة الأخلاقية في أبشع صورها لدى من يملك سلطة القرار الديني في البلد، ومع ذلك يخنع، ويتقاعس، ويعاقب الشجعان الذين ينطقون بما أمر الله، ويتضامنون مع شعب يُذبح على الهواء مباشرة!

ما أقدمت عليه وزارة الأوقاف، ممثلة في توقيع الوزير أحمد التوفيق على قرار إعفاء الأستاذ محمد بنعلي من رئاسة المجلس العلمي المحلي لفݣيݣ، ليس فقط قرارًا ظالمًا، بل هو قرار جبان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

جبان لأنه لم يجرؤ حتى على تبرير الإعفاء، أو الإشارة إلى سببه، أو على الأقل تقديم ذريعة -ولو كانت واهية- تبرر إقصاء رجلٍ شريفٍ عبّر عن موقف علمي وشرعي وإنساني في وجه مجازر الصهاينة في غزة، وفي وجه صمتٍ رسمي وعلمي مخجل ومهين.

إعفاء بلا سبب، بلا تفسير، بلا احترام لعقول الناس ولا لمكانة العلماء الحقيقيين.

نعم، بنعلي لم يقل إلا ما كان ينبغي أن يقوله كل العلماء، وكل الخطباء، وكل من له ذرة نخوة أو ضمير. لكنه قاله وحده، فكان جزاؤه الإبعاد.. فقط لأنه خرج عن قطيع الصمت، وتمرد على ثقافة “الأوامر الفوقية”، ووقف مع غزة، مع الدم الفلسطيني، مع كربلاء العصر المتواصلة منذ شهور!

في زمن القعود، كانت صرخة بنعلي بصيصًا يعيد الأمل في أن المؤسسة العلمية الرسمية، رغم كل ما شابها، لم تُدفن بعد.. وأن في جسدها روحًا ما زالت تتنفس.

لكن، ويا للأسف، ها هو الوزير، الذي يُفترض فيه أن يكون حاميًا لحرية الكلمة بين العلماء، وحارسًا لضمير الأمة، يتحول إلى أداة قمع وتكميم.. يمارس الصمت حين يجب أن يتكلم، ويتكلم حين لا يجوز إلا الصمت!

أيها الوزير، سيسجلك التاريخ في خانة أولئك الذين أعفوا العلماء لأنهم قالوا الحق، وأسكتوهم لأنهم صدحوا بالشرع، ونزعوا عنهم مسؤولياتهم لأنهم حملوا أمانة الكلمة في وجه الطغيان.

أيها الوزير، بنعلي كان صوت الأمة، وكان يجب أن يُحتفى به لا أن يُعاقب. وإذا كان مثل هذا الرجل يُعفى، فإننا نتساءل بمرارة: من هو المؤهل إذًا للبقاء؟ من يسكت؟ من يبرر؟ من يطبل؟!

ونقول للأستاذ محمد بنعلي، الذي كتب في تدوينته الصادحة بالحق:

“إذا لم تندد المجالس العلمية الرسمية بمجازر غزة ولا تبكي لآهات ثكالى غزة، فمن يفعل ذلك؟”

نقول له: نعم، قلتها.. وقلت ما يجب أن يُقال.

ولأنك قلتها، فمكانك ليس فقط على رأس مجلس محلي، بل في قلب كل حر وضمير حي.

نتضامن معك، ونقف إلى جانبك، وندين هذا الإعفاء السياسي الجبان، ونطالب المسؤولين برفع أيديهم عن العلماء والخطباء، وتمكينهم من القيام بواجبهم الشرعي والوطني والأخلاقي تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين.

أما أولئك الذين يرضون بالصمت، ويخنعون أمام الطغيان، ويقبلون تكميم الأفواه، فالتاريخ لا يرحم أحدا.

آخر الكلام، يقول الشاعر الثوري:
يا رجال العلم يا ملح البلد
من يصلح الملح إذا الملح فسد؟!

وبعد التحية الحارة للسي محمد بنعلي، نجعل آخر دعوانا أن

اللهم اسق عبادك وبهائمك!

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة