سوق الإسمنت بالمغرب.. انتعاش غير مسبوق منذ 15 سنة

هوية بريس – متابعات
شهدت سوق الإسمنت في المغرب انتعاشًا لافتًا، إذ ارتفعت المبيعات بنسبة 11,03% مع نهاية يوليوز 2025، بحسب بيانات صادرة عن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
وأظهرت الإحصاءات التي وفّرتها خمس شركات رئيسية عاملة في القطاع، أن إجمالي مبيعات الإسمنت بلغ 8,28 مليون طن حتى نهاية يوليوز، مقارنة بـ7,46 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2024.
🔸نمو في قطاعات متعددة
وساهمت عدة مكونات في هذا التطور، أبرزها قطاع التوزيع الذي سجّل نموًا بنسبة 5,57%، حيث بلغت مبيعاته 4,57 مليون طن. كما ساهمت الخرسانة الجاهزة للاستخدام والخرسانة المعدة مسبقًا بشكل كبير، إذ ارتفعت بنسبة 25,47% و17,90% على التوالي، لتصل إلى 2,04 مليون طن و852 ألف طن.
من جهتها، سجلت مبيعات البنية التحتية والملاط زيادات معتبرة بنسبة 7,78% و0,33%، حيث وصلت إلى 538 ألف طن و37 ألف طن.
في المقابل، شكّل قطاع البناء استثناءً في هذا النمو، حيث تراجعت مبيعاته بـ0,94%، ليستقر عند 236 ألف طن فقط.
🔸تحليل اقتصادي: انتعاش غير مسبوق منذ 15 سنة
يرى الخبير الاقتصادي إدريس الفينة أن السوق يشهد انتعاشًا استثنائيًا لم يعرفه المغرب منذ أكثر من 15 عامًا، موضحًا أن مبيعات عام 2024 تجاوزت 13,7 مليون طن، بزيادة 9,45% عن 2023.
ويُرجع الفينة هذا الانتعاش إلى سببين رئيسيين:
-
انطلاق مشاريع كبرى تشمل البنية التحتية الخاصة بـكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، إضافة إلى مشاريع استراتيجية مثل السدود والموانئ والمستشفيات.
-
تزايد الطلب على السكن بفعل إطلاق الحكومة لبرنامج دعم السكن الاجتماعي والمتوسط، ما حفز الطلب على مواد البناء.
وأشار الخبير إلى أن 70% من استهلاك الإسمنت موجّه إلى مشاريع البنية التحتية، بينما 30% تتوزع على السكن الجديد والترميم.
🔸توقعات متفائلة للمستقبل
تُظهر التقديرات أن الطلب على الإسمنت سيتواصل في الارتفاع حتى سنة 2030، حيث يُتوقع أن يتجاوز 15 مليون طن سنويًا، ليصل إلى 19 مليون طن بنهاية العقد.
واختتم الفينة حديثه بالتأكيد على أن الإسمنت يُعد مادة استراتيجية للاقتصاد الوطني، إذ لا يستورد المغرب هذه المادة، بل يُنتجها محليًا لتغطية كافة حاجيات السوق الداخلية.



