لماذا لم يدافع التوفيق عن “الشؤون الإسلامية” أمام وهبي وآخرين؟

هوية بريس- حسن حمورو
مع كامل الاحترام الذي يمكن ان نكنه لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد احمد التوفيق، بالنظر لاشتغاله في مجال من مجالات إمارة المؤمنين، وبالنظر لما حباه الله به من معرفة في المجالين الديني والتاريخي والأدبي كذلك.
لكن على كل حال في النهاية السيد احمد التوفيق هو من البشر ويشغل منصبا سياسيا، بمعنى أن كل ما يقوم به يدخل في إطار الاجتهاد البشري المشوب بالنقص مهما بلغ علمه او قربه او تجربته، وفي إطار السياسة، التي ليس فيها صواب مطلق، كما ليس فيها طبعا خطأ مطلق، وهي خاضعة للنقاش بين عموم المعنيين وعموم المواطنين، فضلا عن كونها تستلزم أكثر من غيرها من المجالات تطبيق المبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة.
ويمكن أن نتساءل في الحقيقة، بغض النظر عن اتفاقنا واختلافنا مع بيانه الاخير المسحوب من موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حول الجدل الذي رافق قرار عزل رئيس المجلس العلمي لمدينه فيكيك، عن سر تخصيص رموز الحركة الإسلامية والائمة والخطباء والوعاظ دون غيرهم، بالبيانات ومقالات وتصريحات السيد التوفيق، ردا على بعض مواقفهم التي يتوجهون بها إلى الرأي العام، والتي لا تخرج في العموم عن الانتقاد من داخل “المنظومة الدينية”، في وقت يتعرض فيه الإسلام والثوابت الدينية وإمارة المؤمنين، لحملات تكاد تكون ممنهجة، وللتشويش والتشويه، من طرف وزراء وممكنون من الإعلام العمومي وغيره، دون أن يظهر أثر للسيد التوفيق في الرد عليهم.
فكيف غاب على السيد وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية، أن يرد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، على عبد اللطيف وهبي وهو يعتبر إمارة المؤمنين “اسلاما سياسيا”، قبل استوزاره، وكذا وهو يقذف المغربيات المحصنات ويتهم عددا من المغاربة بأنهم أبناء زنا، وهو يشجع على الزنا ويستهزأ بحديث نبوي بعد استوزاره.
وكيف غاب عن السيد التوفيق التفاعل مع ظاهرة التشجيع على تعاطي المخدرات والتحريض على الكلام الفاحش والبذيء عبر الإعلام العمومي، بتغطية وتشجيع وزير يجلس إلى جانبه في المجالس الحكومية.
وكيف اختار السيد التوفيق الصمت ازاء الحملات التي يتعرض لها صحيح البخاري من طرف شرذمة تمكن من الاعلام العمومي، رغم أن مكانة صحيح البخاري في النموذج المغربي للتدين، ورغم أن أمير المؤمنين حفظه الله يترأس كل سنة حفل ختمه؟
هذه مجرد أمثلة أو حالات، لا ينبري فيها السيد التوفيق للدفاع عن الوزارة التي يتحمل مسؤوليتها، وما تمثله من إدارة لشؤون الإسلام ولعلاقة المغاربة به، مثلما أصبح متخصصا في الرد على بعض رموز الحركة الإسلامية في حركاتهم وسكناتهم، وكأنه لا يتحدث في هذه البلاد عن الشأن الديني وتدبير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية له، الا أعضاء الحركة الإسلامية ورموزها!
ربما من حسن حظ السيد التوفيق أن مسؤوليته على الوزارة، تصادفت مع تجريف كبير عرفته الساحة السياسية والفكرية والعلمية، لدرجة أنه بات يتحدث في مواضيع وقضايا خلافية كأن رأيه فيها وحي منزل، أو مقدس.



