كلمة تاريخية من خطبة ربانية.. كلمة حقّ من عالم ربانّيّ

08 أغسطس 2025 21:59
د. أبياط، يدعو المتخاصمين المتهاجرين في الخليج إلى الصلح والوحدة والاجتماع

هوية بريس – جواد أمزون

الشّيخ الدّكتور محمد أبياط حفظه اللّه قال كلمته هذه في وقت لا يزال الخطباء يتمتّعون فيه بشيء من الحرّية والاستقلال في اختيار خطبة الجمعة موضوعها وكلماتها.. لكن العالم الرّباني يكون له نظر يرى به ما لا يرى غيره..!

كانت الخطوات مدروسة من الوصاية على بيوت اللّه إلى تكميم أفواه الخطباء والعلماء وعزلهم دون مبرّر شرعي حتّى بلغنا ما بلغناه اليوم مع ما سمّي بـ”تسديد التّبليغ” و”الخطبة الموحدة” حيث يتمّ إلقاء خطب جافّة لا طعم لها ولا أسلوب ولا أثر.. تشعر أنّ كاتبها تلميذ في السّادس ابتدائي يتدرّب على التّعبير الكتابيّ من خلال أسلوبها ومعجمها واستدلالاتها التي تشبه استدلالات العوام وفيها إحراج كبير لمن يقبل إلقاءها وإهانة لمستواهم بل صاروا مجرّد قرّاء أوراق وكفى..!!

واثق أنّ خطباءنا وفيهم العلماء والدّكاترة والأساتذة وطلبة العلم قادرون على تدوين خطب منبريّة مؤثّرة وفي غاية الجمال تؤتي أكلها ودورها في ملء قلوب المصلّين بالإيمان وزرع الطّمأنينة والسّكينة وبث الأمل فيهم وإحياء دور خطبة الجمعة في الإسلام بأن تكون منهم وتحاكي همومهم ومتطلّباتهم وتعالج قضايا الأمّة وتوقظ الغافلين وتصحّح للمخطئين وتثبّت الصّالحين..

مؤسف حقا ما وصلت إليه خطبة الجمعة بسبب تعسّف وزارة الأوقات التّي تجبر الخطباء عليها وإن سمتها اختيارية فهي لا تزال تحصي أنفاسهم وتتوعّد وتهدّد خاصة من ينضوي تحت لوائها ويتلّقى منها ذاك المبلغ الزّهيد وتصف من لا يلتزم بها -وهم قلّة- بنعوت قدحيّة لا تليق بالعوامّ بله العلماء..!

غير أنّي لازلت أقولها لا يأس ولا قنوط.. فالدّعوة إلى اللّه لمن أراد أبوابها مفتوحة وكثيرة بل وأكثر تأثيرا من هذه المنابر التي تجد فيها تضييقا وتعسّفا.. فمن عزل أو منع أو لم يعد مرتاحا فالآفاق واسعة وليتوكّل على اللّه وليخلص النّية واللّه الموفق والهادي إلى سواء السّبيل..

نسأل اللّه أن يهيّء لهذه الأمّة أمر رشد..

اللّهمّ‏ انصر دينك وعبادك الصّالحين
اللّهمّ كن لإخوتنا معينا ونصيرا
ربِّ يسِّر وأعِن!

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة