وسط اتهامات وتدخلات غامضة.. “مشيخة البودشيشية” تغرق في الغموض!

هوية بريس – متابعات
ما يزال الجدل محتدمًا داخل أروقة الزاوية القادرية البودشيشية حول مستقبل قيادتها، بعد تداول أنباء عن تنازل شيخها، منير القادري بودشيش، عن المشيخة لصالح شقيقه معاذ القادري بودشيش، وهو ما نفاه بيان جديد صادر عن مريدي الطريقة.
الأنباء التي انتشرت بين أتباع الطريقة، بمن فيهم منتمون للعائلة القادرية، زعمت أن الشيخ منير اتخذ قراره بعد “صلاة الاستخارة” بنقل المشيخة لشقيقه، معتبرًا أن “المشيخة تكليف وليست تشريفًا” وأن الحفاظ على وحدة الأسرة مقدم على أي اعتبار آخر.
غير أن البيان الأخير، المتداول ليلة الثلاثاء بين مريدي الزاوية، شدد على أن هذا الخبر “باطل ولا أساس له من الصحة”، واصفًا إياه بـ”الافتراء” الذي تقف خلفه جهات تسعى لشق الصف وإضعاف الطريقة. وجاء فيه:
“شيخنا الجليل، سيدي منير القادري بودشيش، ما زال على رأس المشيخة، متمسكًا برسالته الروحية في خدمة الدين والوطن، تحت إمارة المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
وأكد البيان على وحدة الصف داخل الزاوية، داعيًا أتباعها ومحبيها إلى تحري المصداقية وعدم الانسياق وراء الإشاعات، والتشبث بالمحجة البيضاء التي ورثتها عن شيوخها، وفق تعبير البيان.
وتجدر الإشارة إلى أن الزاوية شهدت في الشهور الأخيرة نقاشًا واسعًا حول أحقية القيادة، رغم أن وصية الشيخ الراحل جمال القادري بودشيش، التي تليت بمقر الزاوية الأم في مداغ، نصّت بوضوح على تثبيت الشيخ منير في المشيخة، التزامًا بوصية والده الشيخ حمزة.
تحقيق المساء يكشف أبعادًا أعمق للأزمة
لكن، وبحسب معطيات نشرتها جريدة المساء في وقت سابق هذا العام، فإن الزاوية تعيش واحدة من أعقد أزماتها التاريخية، حيث تصاعدت الخلافات وسط المريدين بسبب ما وصف بـ”سلوك مريب” للشيخ منير، الذي بات محور انتقادات حادة داخل الزاوية وخارجها، بسبب علاقاته وتحركاته المثيرة للجدل.
شخصية غامضة تحرك المشهد من وراء الستار
المساء، نقلًا عن مصادر مطلعة وتقارير صادرة عن الوكالة الوطنية للأبحاث والتحقيقات، كشفت عن دور بارز لامرأة في الـ66 من عمرها، تعمل بإحدى وكالات الأسفار في باريس، وترتبط بعلاقات مع حاخامات يهود في تل أبيب، وتزور مشعوذين في المغرب. ووفق نفس المصادر، تمكنت هذه السيدة من فرض سيطرتها على الشيخ منير لتصبح المستشارة الأولى له في القرارات الروحية والمالية.
شبهات مالية وتهريب أموال
التحقيق أشار إلى شبهات حول تورط الشيخ منير، بتأثير من هذه السيدة، في تهريب أموال الزاوية إلى الخارج، عبر إرسال مبالغ مالية مع مريدين إلى فرنسا لإيداعها هناك، ثم إعادة توجيهها إلى شبكات مالية مشبوهة. كما لفت إلى تضخيم مصاريف استشفاء الشيخ بهدف استنزاف أموال المحسنين، وسط غياب الشفافية في وجهة هذه الأموال.
مشيخة ثلاثية وصراع على النفوذ
كما تحدثت المساء عن تبني ما يشبه “المشيخة الثلاثية”، حيث بات كل من منير، جمال، ومعاذ القادري يتقاسمون القرار داخل الزاوية، في ظل صراع محتدم على النفوذ، خاصة بين منير ومعاذ، مما زاد من حدة الانقسام.
ممتلكات الزاوية محل أطماع
ولفت التحقيق إلى أن الزاوية التابعة للطريقة في حي باشكو بالدار البيضاء، والتي تعود ملكيتها لأبناء الشيخ حمزة، أصبحت محل أطماع بسبب عدم تحبيس ممتلكات الطريقة، على عكس الطرق الصوفية العريقة، ما يعكس – بحسب المصادر – هيمنة منطق الريع والعائلية على تدبير الشؤون.
أزمة بنيوية تهدد الزاوية
وتخلص المساء إلى أن الزاوية القادرية البودشيشية تواجه أزمة بنيوية عميقة تهدد وحدتها وسمعتها، في ظل تغول المصالح الشخصية وغياب مرجعية روحية واضحة.



