الذل ورفعه عن الأمة.. نقطة البداية

15 أغسطس 2025 00:24

هوية بريس – إبراهيم الطالب

لا يمكن أن يختلف اثنان في حقيقة وقوع ما حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم، من ذل وسقوط مهابة الأمة الإسلامية من صدور أعداء، حيث وقع كما قال المصطفى: “سلط الله عليكم ذلا”.

فهذا الذل الذي نعيشه، والذي من أكبر علاماته، أن تهدر الدماء، من بني الإسلام بعشرات الآلاف فلا يجدوا من الحكام من ينتصر لهم، وتهتك الأعـ.ر!ض من حرائر الأمة، فلا ينقذهن من عدوهن حاكم ولا محكوم.
ومن مظاهر الذل أن يتسلط القردة والخنازير على خيرات البلاد، فلا يستطيع الشرفاء والمرام منعهم، فتصبح الأمة أفواها تأكل وأجساد تلبس ما يخيط لها أعـ.داؤها وعقولا تحشى بما يسفهها.

والمصطفى صلى الله عليه وسلم كما أخبر بوقوع الذل أخبر بعلاجه حيث قال: “لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم”.

وأول خطوة في مسار العلاج من هذا الداء هو سلوك مسلك الرجوع إلى الدين والذي هو منطوق كلام من لا ينطق عن الهوى، وأول خطوة في هذا المسار هو تصحيح العقيدة، وأساس بناء العقيدة هي معرفة معاني الايمان والكفر والنفاق، وإدراك حدودها والتمييز بين ثلاثتها، تمييزا منضبطا بالقواعد المرعية والضوابط الشرعية.

ومن لم يضبط هذا ربما كان منافقا دون أن يشعر، وربما كان مرجئيا دون وعي منه، وربما كان تكفيريا وهو يحسب أنه يدافع عن دينه بحق وعدل.

فإن تم هذا، حصل للمسلم الاستسلام لله بالتوحيد، ثم يسهل عليه الانقياد له بالطاعة، ويكون على دراية بواجب البراءة من الشرك وأهلها.
فإذا كان كما سبق كان ممتثلا لمعنى الإسلام، واستكمل الإيمان.
والأعداء الأصليين لما أطاحوا بالخـ.لا.فة وشتتوا الأمة فككوا وفتتوا ثلاثة أمور وهي:

1- نظام الحكم

2- القبيلة (الحاصنة حيث يستجمع المسلمون قواهم، فقد كانت القبيلة هي من يعيد تدوير الحكم في بلاد الإسلام).

3- طبقة العلماء حيث تم فصلهم عن الحكام، بإرساء الدولة الحديثة على الطراز الغربي التي لا مكان للعلماء فيها، إذ لا محال فيها لتطبيق الشريعة، بل تساس بالقوانين الوضعية البشرية التي يفرضها الأقوى والأقوى في القرن العشرين كان هم الشركات والمؤسسات المالية وأربابها.

فالاجتهاد كل الاجتهاد هو نبذ التعايش الداعر، وبيان الحقائق الشرعية، وتربية الناس على الشرع والدين، حتى يعود الناس إلى دينهم.
هذا مع الاستمرار في ولوج كل العلوم البشرية الحياتية وملء كل الفراغات المقدور على ملئها، ومزاحمة المتربصين في كل مجالات الحياة.

وليعلم الجميع أن عدو الأمة يعلم ترياقها ويحول جاهدا حتى تضل عنه، ويقدل لها بدله السم الزعاف، فالعمل العمل، والله من ورائهم محيط.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة