طاولات عشوائية وإتاوات وفضلات… صورة صادمة من شاطئ سلا

طاولات عشوائية وإتاوات وفضلات… صورة صادمة من شاطئ سلا
هوية بريس – متابعات
يشهد شاطئ سلا، وبخاصة منطقة “برݣامة”، مظاهر فوضى واستغلال عشوائي للملك العمومي بشكل يبعث على القلق ويثير استياء عميقا في صفوف المصطافين.
فبدل أن يكون الفضاء مفتوحا أمام الجميع بشكل متساو، تحوّل إلى مجال يحتله أشخاص ينصبون في الصباح الباكر طاولات وكراسي ويحجزون أماكن واسعة وكأنها ملك خاص بهم، فيُجبر المرتادون على دفع مقابل مادي من أجل الجلوس، ومن اعترض أو اعتذر عن كراء الطاولات والكراسي، يتعرض لعبارات نابية وخادشة للحياء أمام النساء والأطفال، في مشهد يصطدم مع القيم الأخلاقية ومع الغاية الأصلية من ارتياد البحر كفضاء للراحة.
إلى جانب ذلك، يستمر مشكل أصحاب “الجيلي الأصفر” الذيين يسيطرون على مواقف السيارات المحيطة بالشاطئ، فارضين إتاوات غير قانونية على المواطنين مقابل ركن سياراتهم، رغم أن العمالة قد وضعت لافتات كبيرة بكون هذه الفضاءات مخصصة للعموم ومجانية.
هذه السلوكات تعكس عجزا في الردع، وغيابا للسلطات المكلفة بتفعيل القانون وتنزيل القرارات، وتكرِّس صورة سلبية عن مدينة يفترض أن تكون في مستوى تطلعات ساكنتها وزوارها.
لكن ما يزيد الطين بلة هو الوضع البيئي المقلق، حيث تنتشر الأزبال بشكل مثير يبعث على الاشمئزاز.
النفايات البلاستيكية والحديدية والحفاظات وبقايا المأكولات والزجاج المكسور تغطي مساحات من الشاطئ، لتتحول الرمال إلى مصيدة خطر حقيقي يهدد صحة الأطفال وسلامة رواد البحر.
هذا المشهد لا يسيء فقط إلى المنظر العام، بل يشكل تهديدا مباشرا على السلامة الصحية للمرتادين الذين قد يتعرضون لإصابات أو أمراض نتيجة هذه النفايات المتراكمة.
وإلى جانب ذلك، تظل الروائح الكريهة الناجمة عن غياب مرافق صحية منظمة، وما يضطر إليه البعض من التبول في أماكن قريبة من البحر، علامة سوداء أخرى تزيد من حدة التذمر.
إن اجتماع هذه المظاهر السلبية، من احتلال الملك العمومي وفرض الإتاوات، إلى التلوث البيئي والتهديدات الصحية، يحول شاطئ سلا من فضاء طبيعي يُفترض أن يكون متنفسا آمنا للعائلات إلى مجال عشوائي يسيطر عليه العبث والفوضى.
وهو ما يستدعي تدخلا عاجلاً من السلطات المحلية والأمنية عبر تطبيق القانون بحزم، وتوفير مرافق صحية وخدمات أساسية، وتعزيز آليات المراقبة والتنظيم، حتى يستعيد الشاطئ مكانته كواجهة حضارية وسياحية ويضمن لمرتاديه الراحة والأمان والكرامة.



