لقد نجحت المقاومة في تقسيم “المجتمع الإسرائيلي” لأول مرة في تاريخه منذ قيامه

17 أغسطس 2025 23:00

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “منذ مساء أمس تعيش إسرائيل شللا تاما بسبب المظاهرات العارمة الداعية إلى وقف الحرب واستعادة الرهائن الموجودين لدى المقاومة، حيث غادر الآلاف بيوتهم والتحقوا بالشارع منددين بعجز الحكومة عن إنهاء الحرب وتحقيق المطالب”.

وأضاف الباحث المغربي “لقد نجحت المقاومة في تقسيم “المجتمع” الإسرائيلي لأول مرة في تاريخه منذ قيامه. لم يسبق لإسرائيل أن شهدت مثل هذا الانقسام الإيديولوجي والديني والسياسي أبدا، كما لم يسبق أن حصلت فجوة مثل هذه بين الإسرائيليين كافة من جانب وبين الحكومة والجيش من جانب آخر”.

وتابع الكنبوري “إنه “مجتمع” يعيش على المخاطر الأبدية التي توحده. لقد تمكنت المخاطر من تحويل أقوام مشتتين في العالم إلى “مجتمع” بعد الحرب العالمية الثانية حين قدموا من كل مكان إلى فلسطين، وهكذا تكون مجتمع من خليط من الناس جمع بينهم الخوف من باقي البشر، وفي فلسطين صار الخوف من الفلسطينيين هو الذي يجمعهم، واليوم يجمعهم الرهائن والحرب”.

منذ أكثر من عشرين شهرا، حسب الكنبوري “والحرب مستمرة والقتل مستمر والمظاهرات مستمرة، لكن المظاهرات لا تطالب بوقف الحرب والقتل، بل تطالب بوقف الحرب للإفراج عن الرهائن، ولو لم يكن هناك رهائن لما خرج هذا العدد طيلة الفترات الماضية إلى اليوم، لذلك فإن أهم شيء قامت به المقاومة بعد خرق الجدار هو اختطاف الأسرى، والقاعدة الذهبية في التعامل مع اليهود هي أن تجعلهم دائما بحاجة إليك، أما عندما تصبح بحاجة إليهم فقد خسرت الدنيا والآخرة، وهذا ما يحصل للدول العربية المطبعة ويحصل عكسه للمقاومة”.

كما أوضح الكنبوري، أن “عدد الأسرى الذين اختطفتهم المقاومة يوم 7 أكتوبر 2023 كان هو 251 أسيرا، أفرج عن عدد منهم خلال الهدنتين السابقتين، وبقي لدى المقاومة 49 أسيرا، 27 منهم مجرد جثث و22 أحياء، ومن أجل هذا العدد تهتز إسرائيل منذ شهور ولا تنام، بينما سقط من الفلسطينيين 61 ألفا و644 شهيدا، و155 ألفا و886 جريحا ومعطوبا حتى هذا الأسبوع، دون حسبان من استشهد ومن قتل خلال الأيام الأخيرة، ودون حسبان الموتى بسبب الجوع، ولكن 49 أسيرا بين ميت وحي هي القضية التي تشغل الإسرائيليين وتشغل فرنسا وألمانيا وأمريكا وكندا وإيطاليا والسويد وفنلندا والأمم المتحدة وبعض العرب وهلمجرا”.

ثم استدرك “ولكن هل معنى هذا أن إسرائيل بعد استرجاع الأسرى سوف تتوقف عن القتل؟ طبعا لا. هل معنى هذا أنها إذا عقدت اتفاقا مع المقاومة سوف تحترمه؟ طبعا لا. هل معناه أنها ستسمح بدولة فلسطينية؟ طبعا لا. هل معناه أنها لن تفكر مجددا في تهجير الفلسطينيين؟ طبعا لا. هل معناه أن الحرب سوف تستمر؟ بالطبع نعم”، مردفا “بين المطالبة بوقف الحرب والإفراج عن الأسرى يضطر الإسرائليون إلى شرب السم. إنهم مضطرون إلى المطالبة بوقف الحرب وعقد هدنة لأنهم يعرفون أن الأسرى لن يعودوا بدونهما، وهذا معناه أن اليهود لا يعطون شيئا إذا لم يكن لديك ما يحتاجون إليه”.

وأشار الكنبوري، أن “استطلاعات الرأي التي كانت تجرى داخل إسرائيل وخارجها طيلة هذه الحرب تبين هذه النفسية، ففي جميع هذه الاستطلاعات المنشورة والتي قامت بها صحف ومؤسسات ومراكز إسرائيلية وأمريكية وفرنسية وبريطانية وغيرها، حكومية وغير حكومية، وشملت اليهود داخل وخارج إسرائيل، كانت الأغلبية دائما مع القتل والعنف واستعمال القوة، وأجريت استطلاعات عدة بينت أن غالبية الإسرائيليين تطالب باسترجاع الأسرى عن طريق الحرب، ودائما بنفس الحجة التي يقولها الجميع من الصغير إلى الكبير “حتى لا يتكرر ما حصل””.

وفي آخر منشوره كتب الكنبوري “وكنت أقرأ مجددا قبل أيام الوثيقة التي تسمى “صفقة القرن”، وهي في حوالي 200 صفحة، التي وضعها ترامب ونتنياهو، فقرأت جملا كثيرة تشير إلى أن إسرائيل “تنازلت” طواعية عن بعض أراضيها من أجل السلام، مثل سيناء المصرية وغزة والضفة، فهم عندما يسرقون منك شيئا يصبح ملكا لهم، وعندما يردونه إليك يتحول إلى هدية منهم لك، وعليك أن تشكرهم عليها، ولذلك يطبع العرب معهم وهم في فلسطين كأن فلسطين تركها لهم جدهم الأعلى، لأنها صارت ملكا لهم، ومن شاء أن يطلب منهم شيئا فليطلبه منهم وهم في بلدهم… المسروق”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة