المغرب يحتل المرتبة 1 بين الدول العربية من حيث إرسال المساعدات للفلسطينيين

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “وأنا أتابع يوميا مقاطع الفيديو التي يبثها الفلسطينيون الغزّيون، وهي مقاطع مؤلمة للغاية وجارحة، أشاهد عددا من الشباب الغزي يوجه التحية إلى المغاربة ممتنين لوقفات المغاربة مع معاناتهم، وللمساعدات التي يرسلها المغرب إليهم”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “والحقيقة أن المغرب يحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث المساعدات التي يقدمها إلى الفلسطينيين، بمبادرات شخصية من الملك محمد السادس الذي ما فتأ يفف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ليس بحكم موقعه كرئيس للجنة القدس، الموقع الذي يحتم عليه هذا الموقف أمام العالم، بل أيضا بحكم الارتباط الديني والمبدئي بالقضية الفلسطينية الذي يميز المغاربة جميعا والملك واحد منهم”.
وتابع الكنبوري “لقد تميز المغرب بين سائر الدول العربية جميعها منذ بدء العدوان بمواقف جديرة بالاحترام في العالم كله، فرغم توقيع الاتفاق الثلاثي مع إسرائيل والولايات المتحدة ورغم إكراهات ملف الصحراء الذي يريد الكثير من القوى لي ذراع المغرب به، ظل ثابتا في مواقفه، فالمسيرات والمظاهرات مستمرة، وعمليات التضامن مستمرة، وحرية التعبير فيما يتعلق بهذا العدوان الصهيوني موجودة”، مردفا “بينما يلاحظ الجميع أن دولا عربية تاجرت طويلا بالقضية الفلسطينية لمدة عقود تضع القيود على مواطنيها في مجرد التظاهر، وبعضها يعتقل المواطنين لمجرد تدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من القرب الجغرافي لهذه الدول من فلسطين وأهمية الدور الذي يمكن أن تنهض به”.
والقضية الأهم، حسب الكنبوري “أن المغرب يقدم هذه المساعدات دون ضجيج، ودون مزايدات على دول أخرى، ويقدمها بمبادرة من الملك شخصيا، بينما نلاحظ أن دولا عربية غنية توجه دعوات إلى المواطنين عبر إعلامها وعبر مواقع التواصل لجمع التبرعات، مع أنها أغنى من أن تلجأ إلى إعانات المواطنين، وهذا لا يقوم به المغرب”.
وأوضح المحلل السياسي “صحيح أن المغرب وقع الاتفاق الثلاثي، ولكن الواقعية السياسية تقول بأن الوضع العالمي اليوم شديد التعقيد إذا لم يكن هناك عاقل لبيب يحتال عليه، فالعالم اليوم كله كما يرى الجميع لا يستطيع أن يرفع صوته في وجه الكيان الصهيوني، والجميع يتفرج على المذبحة والتجويع، والمؤامرة أكبر وأعظم من دولة واحدة، وبعض الدول الأوروبية التي لها وزن لم تستطع أن تؤثر في السياسة الإسرائيلية رغم كل التصريحات والمواقف والضغوط والعقوبات، لأن إسرائيل تغولت بما لا مزيد عليه، ووسط كل هذه التحديات عندما يتميز المغرب بمثل هذه المبادرات فهذا موقف سيذكره التاريخ غدا عندما يأتي وقت الحساب”.
كما أكد الكنبوري، أن “المشكلة في المغرب ليست مشكلة مواقف الدولة، فهي مثل باقي الدول لديها حدود تتحرك فيها، والفرق بينها فقط هو بين من لا يتحرك داخل هذه الحدود ومن يحاول أن يوسعها قليلا في حدود المتاح، ولكن المشكلة في الطابور المتصهين الذي يحاول توظيف ما تقوم به الدولة من أجل التمكين لتطبيع المجتمع مع الصهيونية واختطاف كرامة المغاربة، فالدولة لديها حساباتها التي تتعامل معها وفق الشروط الدولية كما تفعل جميع الدول، والحسابات تتغير بتغير هذه الشروط”، ثم استدرك “ولكن هناك من يريد تحويل هذه الحسابات إلى مبادئ ثابتة من أجل مكاسب انتهازية، والصراع مع إسرائيل صراع ثابت في الجوهر لكنه متغير في الشكل الذي يأخذه بحسب الشروط التي تفرض نفسها، واليوم هناك شروط جديدة لا تخص دولا ولا إقليما، بل هي شروط عالمية تتحكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية المتغلبة، والمثل يقول: لا تكن صلبا فتكسر ولا هشا فتعصر”.



