الجمعة بالمغرب.. منبر للوحدة والائتلاف أم أداة لإثارة الخلاف وتكميم الأفواه؟

23 أغسطس 2025 18:33

الجمعة بالمغرب.. منبر للوحدة والائتلاف أم أداة لإثارة الخلاف وتكميم الأفواه؟

هوية بريس – متابعات

يستمر الجدل في المغرب حول مبادرة “الخطب الموحدة”، بعدما تحولت من خيار اختياري إلى إلزامي. هذا التوجه الذي دافع عنه وزير الأوقاف الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق بقوة، ووصف مخالفيه بـ”الخوارج والمشوشين”، اعتبره منتقدون انقلابا على دور الخطيب وتحجيما لرسالته العلمية والتربوية.

د.العبدلاوي: الخطيب أصبح موظفا قارئا للأوراق

الدكتور عبد الرحيم العبدلاوي خرج عن صمته في مداخلة على قناته باليوتيوب حملت عنوان “ألا فاتقوا الله في خطبة الجمعة”. وأعرب عن أسفه للوضع الحالي، واصفا الخطب بـ”الهزلية والباردة التي لا تحرك ساكنا”. وأكد أن الخطيب لم يعد يعيش همّ الأمة، ولا يعالج قضاياها اليومية، بل تحول إلى مجرد موظف يقرأ ورقة مكتوبة سلفا، في غياب أي اجتهاد أو تفاعل مع واقع المصلين.

وأضاف الأستاذ الجامعي للدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط: “لقد سُلبت من الخطيب كرامته وعزته، وأضحى يسترزق من المنبر بعدما كان منارة علمية وروحية. المنبر اليوم فقد هيبته وقيمته، وصار بعض المصلين يتعاملون مع الخطبة كواجب شكلي لا يترك أثرا في القلوب.”

وشدّد العبدلاوي على أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى نتائج خطيرة، محذرا بالقول: “إذا بقيت الخطب على هذا النحو، فلن يطول الوقت حتى ينصرف الناس عن المساجد، ويبحثوا عن غذاء الروح في فضاءات أخرى، وربما حتى عند منابر إعلامية أو منصات تواصلية تملأ الفراغ الذي تركه المنبر”.

العقيدة الأشعرية على المنبر.. خلاف لا ينتهي

من جانبه، كتب الباحث إدريس إدريسي مقالا بعنوان “العقيدة الأشعرية على منبر الجمعة.. تحصين للثوابت أم تأجيج للفتن؟”، أشار فيه إلى أن إدراج قضايا عقدية خلافية مثل العقيدة الأشعرية في الخطب قد يشعل فتنة جديدة بين صفوف المصلين.

وأوضح أن هذه القضايا معقدة ولا يفهمها عموم الناس، بل يراها بعضهم غريبة ودخيلة على خطبة الجمعة التي يفترض أن تركز على الموعظة والتوجيه.

كما تساءل عضو المجلس العلمي المحلي السابق بخنيفرة: “هل عجز السادة العلماء على التمييز بين ما يجب أن يقدم للأئمة والخطباء من دروس في الثوابت الدينية والوطنية في فضاءاتها العلمية والتعليمية الخاصة بها؛ وبين ما يجب أن يقدم لرواد المسجد من خطب ومواعظ تركز على ما هو تربوي بعيدا عن كل ما من شأنه أن يثير الفتن بين أبناء المجتمع الواحد؟

أم أن الخطاب في ذلك موجه إلى طائفة معينة لطالما نالها ما نالها من التحريض والأذى من المسؤول الأول عن الخطاب الديني في بلدنا الحبيب؛ الذي أبى إلا أن يقحم المنبر في صراعه مع خصومه؟”.

https://howiyapress.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%b9%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d8%b5/

منتقدو الخطب الموحدة يجمعون على أن الخطة بدل أن ترفع من مستوى الخطبة، أدت إلى نتائج عكسية من قبيل: إضعاف المنبر، وتهميش الخطيب، ونفور المصلين. أما الوزارة فتؤكد أن هدفها هو حماية الساحة الدينية من التوظيف الحزبي أو الخطابات المتطرفة.

وبين هذا وذاك، يبقى السؤال الحارق: هل ستستعيد خطبة الجمعة بالمغرب دورها التاريخي كمنبر للوعي والإصلاح، أم ستظل أسيرة أوراق باردة تقرأ على عجل وتفقد أثرها يوماً بعد يوم؟

الجواب قد تحدده المرحلة المقبلة، إما بمراجعة جريئة تعيد الاعتبار للخطيب، أو باستمرار نهج الخطب الجاهزة الذي قد يجر المنبر إلى مزيد من العزوف والتهميش.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
16°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة