أملاك ومداخيل بعض الزوايا حولها إلى مقاولات ضخمة

27 أغسطس 2025 19:02

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “تنفق الدولة الملايير على الزوايا سنويا على شكل هبات وهدايا من المال العام، وهو وضع له نتائج كثيرة، منها ضخ الروح في هذه الزوايا مما يساعد على استمرارها ومقاومة الفناء، وخلق شبكة من المصالح والولاءات داخل هذه الزوايا مما يؤدي إلى الصراعات الداخلية على الزعامة، وتفقير الجانب الروحي فيها لصالح الجانب المادي، بحيث تتم تغطية الأطماع الدنيوية بالمبررات الروحية، إذ طالما بقي المال يتدفق فإن الروحانية ستبقى موجودة، وسيبقى هناك دائما من يهلل!”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “الإشكالية هي أن هذه الزوايا تستمرئ أخذ المال العام من الدولة رغم أنها تتحدث عن الروحانية والتربية والتقشف والزهد وذم الدنيا، فهي تأخذ باليمنى ما تلعنه باليسرى، وحتى في الأوقات الصعبة وغلاء الأسعار وانتشار البطالة لم نسمع أن هذه الزوايا تعففت مرة عن أخذ ما يُعطى لها وتنازلت عنه لفائدة المواطنين”.

وتابع الكنبوري “لكن المشكلة الأكبر هي أن الزوايا المعروفة في المغرب هي زوايا غنية جدا وتتوفر على آليات لجمع الأموال من الأتباع، خاصة في المولد، ومالكوها يعدون من الأثرياء الكبار، ومع ذلك تمد يدها إلى المال العام. فنظام الهدية المعمول به في المناسبات هو نظام يدر عليها مداخيل هائلة، هذا إلى جانب العقارات والأملاك والأوقاف، مما حول بعض هذه الزوايا إلى مقاولات ضخمة”.

في المقابل، يؤكد الكنبوري أننا “نجد أوضاع الأئمة والخطباء في المغرب سيئة مما يجعل هذه الفئة تشتكي من أوضاعها باستمرار، علما بأن الدولة جعلت من هذه الفئة حاملة مشروع هيكلة الحقل الديني منذ عشرين سنة، وكان الأولى أن تكون هذه الفئة هي الأكثر استفادة من أموال الدولة وليس الزوايا”.

كما أشار الكنبوري إلى أنه “بين الحين والآخر نلاحظ حملة المواطنين ضد تقاعد البرلمانيين، ولكن تقاعد البرلمانيين لا يكلف الدولة ما تكلفها الزوايا سنويا، إذ لا يصل إلى الربع مما تكلفها الزوايا التي أصبحت عبئا ثقيلا على مالية الدولة، وفي الوقت الذي نتحدث عن “المال السياسي” في المناسبات الانتخابية، ننسى “المال الديني” الذي يتدفق على الزوايا والأضرحة، مع أن الميت إذا جاء أجله انقطع رزقه”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة