الزوايا اليوم في المغرب تشبه الجمعيات السرية
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “الأخبار والمعلومات التي تروج عن الزاوية البودشيشية في المواقع الإخبارية والصفحات أثارت اهتمام المغاربة الذين استفاقوا أخيرا على ما لم يكونوا يعرفونه، فقد أصبحوا يعرفون اليوم ما يجري داخل هذه الغرف المغلقة التي لا يسمع الناس سوى أصوات التهليل المنبعثة منها لكنهم لا يعرفون ماذا يحصل فيها”.
وأضاف الباحث المغرب في منشور له على فيسبوك “ما يجري في هذه الزاوية ليس جديدا ولا يخصها وحدها، فغير بعيد عن مداغ هناك في العروي رجل يلبس جميع ألوان العالم ويحمل عكازا ونصف مختل سطا على الزاوية من أحد مقرييه، وهو يوظف الجن والسحر للسيطرة على البسطاء، ولا يحسبن أحد أن البسطاء هم الأميون، فقد ذكر ابن الجوزي أسماء كبيرة لبس عليها إبليس، ولا ننسى أن إبليس أخرج آدم من الجنة وقد خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه”.
وتابع الكنبوري “الزوايا اليوم في المغرب تشبه الجمعيات السرية التي ظهرت في أوروبا قبل عصر نهضتها ونشرت الخرافات، إلا حالات قليلة ما زالت أمينة لرسالتها العلمية والتربوية، أما الأكثرية التي يعرفها الناس عن طريق الإعلام فهي جمعيات سرية مغلقة تجتمع حول الدنيا لا الدين، وعندما أصبح السياسيون يتسابقون عليها ويلتقطون الصور مع رؤسائها كانت هذه الزوايا تبتهج بذلك، لكنها لم تكن تدرك بأنها تطلق النار على نفسها لأن هؤلاء السياسيين طلاب دنيا ذهبوا إليها لعلمهم أنها تساعدهم على دنياهم لا على دينهم، ففضحت نفسها من حيث لا تحتسب”.
ثم استدرك الكنبوري في نفس منشوره “ولكن الجنيد رحمه الله لم يؤسس زاوية ولا بنى بشر الحافي قاعة ولا كانت لبن عجيبة حاشية ولا كان أبو المحاسن يركب بغلة مذهبة السرج. ويوجد في المغرب أولياء ليسوا شيوخا ولا أتباع شيوخ بل منهم باعة النعناع، وما نصب أحد نفسه شيخا إلا وهو يضمر أمرا”.
كما أوضح الكنبوري، أنه “كان هناك صوفية زهاد لم يعرفهم التاريخ أصحاب زوايا، وأول من تحدث عن الزهد ابن حنبل وما كان صاحب زاوية”، مردفا “وكان عمر بن عبد العزيز زاهدا وصلاح الدين الأيوبي ويوسف بن تاشفين وغيرهم الملايين والملايين بدون زوايا بل زاويتهم الوحيدة زاوية البيت لقراءة القرآن وقيام الليل، ولم يضحكني أحد أكثر من شيخ الزاوية الراحل حين سمعته يتحدث عن الجهاد وهو يجلس على فراش وثير وحوله جنده، فقلت في نفسي ما غلبتنا إصرائيل إلا بسبب هؤلاء المجاهدين”.
