إخواننا بالسودان.. الناجون من الحرب ملاحقون من الكوليرا

هوية بريس – متابعات

تشهد ولايات دارفور في غرب السودان تفشيًا متسارعًا لوباء الكوليرا، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي وتدهور الأوضاع الإنسانية جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

آلاف الإصابات ومئات الوفيات

ووفق إحصاءات المنسقية العامة للاجئين والنازحين بدارفور، بلغ عدد الإصابات حتى 27 غشت الجاري 8569 حالة، بينها 361 وفاة، معظمهم من النساء والأطفال، فيما سجّلت مناطق طويلة بولاية شمال دارفور النسبة الأكبر من الإصابات.

انتشار في مخيمات النازحين

وأكدت المنسقية أن الوباء انتشر في عدد من مخيمات النزوح أبرزها مخيم “كلمة” الذي سجل 435 إصابة بينها 64 وفاة، إضافة إلى مخيم عطاش الذي سجل 216 إصابة بينها 55 وفاة.

قطاع صحي منهار

وتعاني المستشفيات العاملة في دارفور نقصًا حادًا في الأدوية الأساسية مثل محاليل الإماهة، وسط مناشدات دولية بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية، بينما يواجه السكان صعوبات في الوصول إلى مراكز العلاج بسبب الحصار والقتال المستمر.

تحذيرات دولية

وحذرت منظمة “أطباء بلا حدود” في 14 غشت من أن الوضع “أكثر من طارئ”، بعدما تجاوز تفشي الكوليرا مخيمات النازحين ليصيب مناطق متعددة داخل ولايات دارفور وخارجها.

كما أكدت منظمة الصحة العالمية رصد إصابات بالكوليرا في جميع ولايات السودان الـ18.

الفاشر المدينة المحاصرة

ونقلت تقارير صحفية أن الوضع في مدينة الفاشر يُعد الأسوأ، حيث يعمل مستشفى جنوبي واحد بطاقة لا تتجاوز 20%، في وقت تستمر فيه الإصابات بالكوليرا والحصبة والملاريا بالارتفاع، فيما يعاني آلاف السكان من انعدام الغذاء والدواء.

حرب وأوبئة متزامنة

ويتزامن تفشي الكوليرا مع حرب مستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، ما يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الإقليم.