حجاب المرأة.. قطعة قماش أم آخر خطوط الدفاع عن الهوية؟!

31 أغسطس 2025 11:27

حجاب المرأة.. قطعة قماش أم آخر خطوط الدفاع عن الهوية؟!

هوية بريس – متابعات

حجاب المرأة المسلمة ليس مجرد لباس، بل رمز للعفة والكرامة والانتماء، ولهذا صار هدفا لحملات إعلامية متكررة تقودها منابر علمانية تحاول تصويره كرمز تخلف بدل أن تعترف به كاختيار ديني حر وفق ما تؤمن به من قناعات لادينية.

ليست الصورة المرفقة بالمقال فقط، بل منابر إعلامية كثيرة، بين صحف وقنوات، اعتادت مهاجمة الحجاب بتصويره زيّا طائفيا أو علامة خضوع، بل وصل الأمر ببعضها إلى دعوات صريحة لخلعه. وتعتمد هذه الحملات على تحريف النصوص الشرعية، أو إبراز صور نساء غير محجبات كرموز نجاح، أو التشكيك في فرضية الحجاب بدعوى أنه مجرد عادة اجتماعية.

المفارقة أن هؤلاء أنفسهم يرفعون شعار الحرية الفردية حين يتعلق الأمر بالعري، لكنهم ينكرونه على من تختار الحجاب. وهنا يفضح التناقض ازدواجية الخطاب العلماني، الذي يحترم حرية نزع اللباس ولا يحترم حرية ارتداء الحجاب.

ولأن الحجاب صار رمزا للهوية والانتماء، فهو يثير حساسية عند خصومه، الذين يرونه شاهدا على صعود التدين في المجتمع. لكن التجارب الغربية نفسها تثبت أن العري لم يقلل من جرائم التحرش والاغتصاب، بل زادها بشكل لافت.

الخطر الحقيقي الذي يهدد المجتمع ليس في قطعة قماش تغطي رأس المرأة، بل في المشروع الذي يراد تمريره عبر بوابة مهاجمة الحجاب.

إن استهداف الحجاب ليس سوى رأس جبل الجليد في حرب هوية شاملة، تسعى إلى نزع القيم من جذورها وتجريد الأجيال من ثوابت دينها وثقتها بنفسها.

من يتجرأ اليوم على فرض خطاب معاد للحجاب باسم الحرية، لن يتردد غدا في مهاجمة الصوم والصلاة، ثم الأسرة والزواج، وصولاً إلى ضرب كل ما يجعلنا أمة ذات هوية ومرجعية، وهذا ما قد وقع فعلا في محطات متعددة.

والأخطر من ذلك أن هذه الحملات الإعلامية الموجهة قد تزرع الشك في قلوب الناشئة، وتدفع بعضهن إلى التخلي عن الحجاب تحت ضغط السخرية أو وهم الحداثة، بينما الحقيقة أن المجتمعات التي تخلت عن قيمها لم تحصد إلا التفسخ، وتفكك الأسر، وارتفاع نسب الانتحار والتحرش.

من هنا، فإن الحجاب لم يعد قضية شخصية فحسب، بل قضية رأي عام ومسؤولية مجتمعية. صموده يعني صمود الهوية، والتساهل في الدفاع عنه يعني فتح الباب أمام مسلسل تفكيك القيم خطوة بخطوة.

لذلك، فإن الرأي العام مطالب بالوعي والتحصين، ومؤسسات المجتمع مدعوة إلى اليقظة والقيام بدورها في التربية والتوعية، حتى لا نستيقظ بعد سنوات على واقع مرير لا مكان فيه لعفة ولا كرامة ولا هوية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
18°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة