“لابوبو”.. لعبة أطفال تتحول إلى كابوس عالمي بين الجن والمخاطر الصحية
“لابوبو”.. لعبة أطفال تتحول إلى كابوس عالمي بين الجن والمخاطر الصحية
هوية بريس – متابعات
تحولت لعبة “لابوبو” إلى ظاهرة عالمية اجتاحت الأسواق ووسائل التواصل الاجتماعي، بعدما صممتها شركة الألعاب الصينية “بوب مارت” كدمية صغيرة بحجم كف اليد، بملامح غريبة وأسنان حادة وابتسامة مخيفة. انتشارها الواسع جعلها أكثر من مجرد لعبة، لتصبح “ترند” يقتنيها الأطفال والمراهقون وحتى الكبار كأكسسوارات أو قطع تزيينية.
لكن خلف هذه الشعبية، تتصاعد المخاوف بشأن مخاطرها الصحية وحتى الروحية. فبعض أولياء الأمور في دول عربية مثل الجزائر ولبنان والعراق ربطوا بين اقتناء اللعبة وظهور أعراض غريبة على الأطفال، معتبرين أن اسمها مرتبط بتعويذة جنية، وأن تكرار ذكرها في أوقات معينة قد يشكل خطرا روحيا.
هذا الجدل فتح بابا واسعا للنقاش حول “الألعاب الغامضة” التي تستهدف الأطفال والمراهقين وتستعمل أساليب نفسية وتسويقية مثيرة للجدل.
على الجانب الآخر، حذرت هيئات سلامة المستهلك في بريطانيا والولايات المتحدة من النسخ المقلدة للعبة، المعروفة أحيانا باسم “لافوفو”. هذه النسخ تباع بأسعار رخيصة (10 إلى 20 جنيها إسترلينيا) مقارنة بالأصلية التي تبلغ 30 جنيها، لكنها تحتوي على قطع صغيرة تهدد بالاختناق، ومواد كيميائية سامة (الفثالات) قد تسبب السرطان وتؤثر على الجهاز التناسلي للأطفال. السلطات البريطانية صادرت مئات القطع من هذه النسخ، فيما أوقفت “بوب مارت” نفسها مؤقتا المبيعات في المملكة المتحدة بسبب حوادث التدافع وسرقة البضائع.
وفي الصين، حيث انطلقت اللعبة، اعتمدت الشركة على استراتيجيات تسويق تقوم على بيع علب “غامضة” لا يعرف المشتري محتواها إلا بعد فتحها، ما ساهم في زيادة الإقبال عليها. ومع ذلك، تشير تقارير إعلامية إلى أن مصانع صينية أخرى تنتج نسخا مقلدة موجهة للتصدير، مما دفع سلطات الجمارك إلى حجز آلاف القطع منذ يونيو الماضي.
ويبقى الخطر مضاعفا بين النسخ الأصلية التي تثير جدلا دينيا واجتماعيا في بعض البلدان العربية، والنسخ المقلدة التي تهدد صحة وسلامة الأطفال في الغرب. وهو ما يجعل من “لابوبو” مثالا واضحا على التقاء ثقافة الاستهلاك، والتسويق الغامض، مع تحديات الصحة والأمن الروحي والنفسي للمجتمعات.
ما يفرض، وفق خبراء ومختصون، على الأسر ووزارات التربية والصحة والثقافة مزيدا من اليقظة، لحماية الأطفال من مخاطر ألعاب قد تبدو بريئة، لكنها تخفي وراءها أبعادا عميقة تتجاوز حدود الترفيه.
