التوجيه الملكي للمجلس العلمي الأعلى: خطوة مباركة تعيد الاعتبار لركن الزكاة

التوجيه الملكي للمجلس العلمي الأعلى: خطوة مباركة تعيد الاعتبار لركن الزكاة

هوية بريس – متابعات

أشاد المحاسب المعتمد والخبير المالي، ذ. نبيل العسال، بالبلاغ الأخير الصادر عن المجلس العلمي الأعلى بخصوص الزكاة، واصفا إياه بـ”الخطوة المباركة التي تعيد الاعتبار لركن عظيم من أركان الإسلام”.

وكان المجلس العلمي الأعلى قد أعلن، تنفيذا للتوجيه الملكي السامي لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، عن إعداد فتوى شاملة حول الزكاة، لتوضيح أحكامها الشرعية للمواطنين والمواطنات، خاصة في ظل المستجدات الاقتصادية المرتبطة بالأجور والخدمات والاستثمارات والمعاملات المالية الحديثة.

ذ.العسال، في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، أبرز أهمية هذه المبادرة في إزالة اللبس عن قضايا مالية معاصرة، وربطها بالإصلاحات السابقة التي عرفها المجال المالي الإسلامي بالمغرب، مثل تنظيم البنوك التشاركية والتأمينات التكافلية. واعتبر أن إحداث هيئة علمية متخصصة تستعين بالخبراء لإصدار الفتوى، وإطلاق منصة إلكترونية للتفاعل مع استفسارات المواطنين، يمثل نقلة نوعية في تقريب الفقه المالي الإسلامي من المجتمع.

كما ذكّر الخبير المالي المغربي بتاريخ الزكاة في المغرب، مبرزا أنها كانت موردا أساسيا منذ تأسيس الدولة الإدريسية، قبل أن يتم إلغاؤها في فترة الحماية الاستعمارية سنة 1927. وأشار إلى أن محاولات متكررة لإحياء هذه الفريضة جرت بعد الاستقلال، أبرزها مشاريع إنشاء صندوق الزكاة في السبعينيات والتسعينيات، ومبادرات مشتركة بين وزارتي المالية والأوقاف سنة 1998، دون أن تدخل حيز التنفيذ الفعلي.

ويرى العسال أن التوجيه الملكي الأخير يفتح الباب أمام تفعيل عملي لصندوق الزكاة، وجعلها أداة فعّالة في تحقيق التوازن الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، خاصة في ظل تعقد المعاملات المالية الحديثة واتساع فجوة التفاوت الاجتماعي.

وختم العسال تدوينته بالدعاء أن يهيئ الله لهذه المهمة علماء وخبراء يجمعون بين الكفاءة الشرعية والخبرة المالية، حتى يكونوا عونا على إحياء هذه الفريضة وتفعيلها بما يخدم مصلحة البلاد والعباد.