حرب غزة.. الحرب الوحيدة التي انقلبت فيها المفاهيم جذريا

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “حرب المقاومة الوحيدة في التاريخ البشري منذ خلق الله آدم وحواء عليهما السلام إلى المخلوق المشوه دونالد ترامب، الحرب الوحيدة التي انقلبت فيها المفاهيم جذريا هي الحرب الواقعة بين الشعب الفلسطيني والكيان اليهودي المحتل. في جميع الحروب التي خاضتها الشعوب ضد الاحتلال تجد أن المقاومة الفلانية تقاتل ضد الاحتلال الفلاني، وتجد في جميع الكتب والدراسات هذا الترتيب الذي يجعل المقاومة في موقع رد الفعل ضد الاحتلال، وتجد اتفاقا بين الجميع على هذا المنطق بما في ذلك الغربيون، إلا في حالة الشعب الفلسطيني، حيث إسرائيل هي التي تقوم برد الفعل ضد المقاومة، بشكل يجعل المقاومة هي التي تحاول احتلال إسرائيل”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “في كل المقالات والدراسات والتقارير الإعلامية الغربية وفي تصريحات جميع المسؤولين الغربيين تقرأ “حرب إسرائيل ضد حماس” La Guerre D’Israël contre Haamas”، مردفا “ولا يعتقدن أحد أن الأمر يتعلق فقط بحماس لأنها إسلامية التوجه، بل إن هذا المنطق جرى مع كل حركات المقاومة الفلسطينية، إذ كان يقال في الماضي “حرب إسرائيل ضد منظمة التحرير”، ويتهم اختزال كل شيء في جملة واحدة هي: حرب إسرائيل ضد الإرهاب”.

وتابع الكنبوري “عبر التاريخ كله لم يهتم الناس بمرجعية المقاومة ضد الاحتلال، أكانت شيوعية أو إسلامية أو مسيحية (حالة المقاومة في دول إفريقية مسيحية)، بل كانوا يهتمون فقط بفعل المقاومة ضد الاحتلال، إلا في الحالة الفلسطينية حيث تصبح مرجعية حماس عنصر إدانة وليس الاحتلال”.

هكذا نجح اليهود، حسب الكنبوري “في قلب المفاهيم لدى البشر بحيث أصبحوا هم المركز، كما قلبوا جميع المفاهيم الأخرى كالدين، وكما صنعوا مفاهيم براقة ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، كالتسامح والتعايش والسلام”، مضيفا “ولذلك فإن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية اليوم هو جهد فلسفي كبير في إعادة تصحيح المفاهيم، إنها الثورة الكوبرنيكية الجديدة التي ستغير نظرة الشعوب إلى العالم”.