الزوجة النديمة

07 سبتمبر 2025 02:50

هوية بريس – د.عبد الحميد بنعلي

نعني بها الزوجة الأنيسة المؤنسة، وهي التي تتحبب إلى زوجها بكل ألوان التحبب، تغنيه عن الأصحاب والمقاهي والمنتزهات وسائر ما يطلب فيه الاسترواح عن النفس، فهي قد جمعت كل ذلك، ففي كلامها ظرف الأصحاب، ولطافة الأحباب، وفي تقاسيمها المناظر الجميلة والبساتين الزاهية، وفيما أباح الله منها نكهات المقاهي ولذائذ الأطعمة.

وأجمل ما في هذا النوع من الزوجات (منادمة) الزوج، أي إبهاجه بنوادر القصص والحكايات، وإطرافه بجميل الأشعار وبديع الكلام.
وهذه صفة كانت وافرة في الزمان الأول، سيما في أمهات الأولاد، وقد كانت قصور بني العباس تمتلئ بعدد غير قليل منهن مثل: (شغب) زوجة الخليفة العباسي المعتضد بالله، ومثل (دنانير) جارية ليحي بن خالد البرمكي، ومثل ماردة جارية هارون الرشيد وأم ولده المعتصم، وكذلك ام ولده (خنث) الملقبة بذات الخال، وغير هذا كثير جدا.

والقاسم المشترك بين هؤلاء النسوة إجادتهن لفن المنادمة.

وأما في زماننا هذا: فقد غدا هذا النوع من الزوجات معدوما أو كالمعدوم، بل خيرهن التي لا تتكلم بحال كأنها حية صماء، وأكثرهن يثرثرن بلا فائدة، بل بما يزعج الزوج ويحزنه ويمرضه.

ولهذا تمتلئ المقاهي والبراري والحدائق والبساتين بالناس، وكثير منهم ود لو أنه لا يعود لبيته ولا ينظر في وجه امرأته، نعوذ بالله من الغبن الفاحش وسوء الطالع.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة