الخطبة الموحدة.. ألم يرصد الذكاء الاصطناعي للوزير هذه الاختلالات؟!

08 سبتمبر 2025 22:33

الخطبة الموحدة.. ألم يرصد الذكاء الاصطناعي للوزير هذه الاختلالات؟!

هوية بريس – متابعات

أثار تصريح أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أمام أمير المومنين، الملك محمد السادس في ذكرى المولد النبوي، جدلا كبيرا في الأوساط الدينية والاجتماعية والإعلامية، بعدما اعتبر أن “قواعد الذكاء الاصطناعي تجمع على إيجابية الخطب الموحدة”.

الوزير قدّم خطته المسماة بتسديد التبليغ على أنها تحظى باهتمام متزايد من المصلين، لكن سرعان ما قوبلت كلمته بموجة انتقادات واسعة، حيث رأى متابعون أن الاستناد إلى الذكاء الاصطناعي في هذا السياق لا يعدو أن يكون “شهادة زور” تخالف الواقع الميداني والرقمي الذي يعج بحملات استياء ومقاطعة للخطب الموحدة.

اختلالات لم يرصدها الذكاء الاصطناعي للسيد الوزير

تصريح الوزير الوصي على الشأن الديني بالمغرب فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة، صاغها ناشطون ودعاة وإعلاميون في شكل استفهامات مباشرة؛ من ضمنها:

ألم يستخدم الوزير الذكاء الاصطناعي لمعرفة الوضعية الاجتماعية والمالية للقيمين الدينيين الذين يشتكون الهشاشة والتهميش؟

ألم يستعمل الذكاء الاصطناعي لمعاينة حال آلاف المساجد المغلقة منذ سنوات، أو لملاحظة الزرابي المهترئة والمتسخة في مساجد الأحياء الشعبية؟

ألم يحذر الذكاء الاصطناعي الوزير من خطر رمي السادة العلماء والفقهاء بالمرضى والمشوشين والخوارج؟

ألم يتابع بما توفره هذه الأدوات الحديثة ما يكتبه الناس يوميا من سخط ومعاناة بسبب الخطبة الموحدة التي وُصفت بالجامدة والبعيدة عن قضاياهم؟

ألم يلتقط الذكاء الاصطناعي مؤشرات أخطر، مثل تساؤلات بعض الشباب عن الحكم الشرعي للتخلف عن الجمعة في ظل خطبة إدارية لا لون ولا طعم ولا ذوق لها؟

ألم يرصد السيد الوزير ما يروج في بعض المواسم من خرافة وشرك ومظاهر انحراف أخلاقي تصل حد الشذوذ والاستغلال الجنسي، وهي أولى بالتصدي والمعالجة؟

بين الرواية الرسمية والواقع

الوزير تحدث عن خطب مقترحة، لكن وفق خبراء ومتابعون فالوقائع تؤكد أنها إلزامية، حيث يُراقب الخطباء مراقبة صارمة ويُحاسب الخارجون عن النص. كما أن تصوير الأمر على أنه محل اهتمام يتعارض مع ما يزخر به الفضاء الرقمي من دعوات للمقاطعة، واستفتاءات شبابية عن جواز ترك الخطب الموحدة أو الاقتصار على الصلاة فقط.

مراقبون اعتبروا أن هذه الخطة تمثل خروجا عن روح شعيرة الجمعة كما عاشها المغاربة والمسلمون عبر قرون، إذ تحوّل الخطيب إلى مجرد قارئ، وتحوّل المنبر إلى منبر إداري لا يراعي تنوع البيئات الاجتماعية ولا يستجيب لقضايا الناس.

بهذا، لم يمرّ حديث وزير الأوقاف أمام الملك مرور الكرام، بل تحوّل إلى مادة جدلية كشفت عن هوّة واسعة بين الخطاب الرسمي والواقع الشعبي. فبينما استند الوزير إلى “تحليلات الذكاء الاصطناعي”، يرى منتقدوه أن الذكاء الاصطناعي نفسه، لو استُعمل بصدق وشفافية، لفضح حجم الاستياء الشعبي من هذه الخطب الموحدة، وأكد الحاجة الملحة إلى مراجعتها جذريا، وإعادة الاعتبار لمنبر الجمعة باعتباره صوت الناس وذاكرتهم الروحية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة