الأئمة بين الرسالة والوصاية

10 سبتمبر 2025 02:02

هوية بريس – بن الفقيه

يُفترض في إمام المسجد أن يكون رمزًا للكرامة والعلم والقدوة الحسنة، غير أنّ واقع الأئمة في المغرب يعكس صورة مغايرة تمامًا. فالأئمة هنا لا يُعتبرون موظفين عموميين، ولا يملكون عقودًا دائمة، بل يعيشون تحت نظام يسمّى “التكليف”، أقرب ما يكون إلى الكفالة منه إلى الوظيفة.

يؤدي الإمام واجبات جسيمة: إقامة الصلوات الخمس، وخطبة الجمعة، وتعليم القرآن، وحضور مجالس الوعظ، والالتزام الحرفي بالمواضيع المحددة من طرف الوزارة. ومع ذلك، فإن حقوقه الاجتماعية تكاد تكون معدومة: فلا تعويضات عائلية لأبنائه، ولا استقرار وظيفي، ولا حماية حقيقية من تقلبات الزمن.

إنها وضعية تجعل الإمام في موقع هش، وكأنما يعيش تحت وصاية دائمة. وقد شبّه البعض هذا الحال بـ”حياة الماعز في السعودية”: تُطعم وتسقى وتُربط لتؤدي الغرض المطلوب، لكنها بلا حرية ولا مكانة. وهو تشبيه قاسٍ، لكنه يفضح عمق الأزمة التي يعيشها من نذروا حياتهم لخدمة بيوت الله.

المفارقة أن الإمام، الذي يُطالب بتربية النفوس على الكرامة والعزة، يُحرم هو نفسه من أبسط مقومات الكرامة الإنسانية. وإذا كان المجتمع يُعوّل على الإمام في بناء الأخلاق ونشر الوعي، فالأولى أن يُعوَّل عليه أيضًا في صون حقوقه ورعاية أسرته، حتى يؤدي رسالته بأمان واستقرار.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة