هدية “ترامب” لقطر..!!

10 سبتمبر 2025 21:00

هدية ” ترامب ” لقطر..!!

هووية بريس – مسرور المراكشي

تمهيد :

لم تكد تمضي إلا أشهر قليلة، على تقديم قطر هدية فاخرة، عبارة عن طائرة رئاسية فخمة للرئيس الترامب، ونظرا لجمالها وحسن تأتيثها لقبت بـ ( القصر الطائر)، لقد أعجب بها الرئيس ترامب كثيرا وشكر قطر، كما أكد على متانة العلاقة بين البلدين الصديقين، واليوم تتلقى قطر ضربة غدر من ( إسرائيل)، ولا يحتاج الأمر إلى تحليل خبراء علاقات دولية، لفهم العلاقة الإستراتيجية بين أمريكا و ( إسرائيل)، حيث أصبح تأكيد كل الرؤساء الأمريكان على الولاء، لهذه العصابة المجرمة عرفا و تقليدا، يتبعه الحزبان معا سواء الديموقراطي أو الجمهوري، فمباشرة بعد تنصيب الرئيس الفائز في الإنتخابات، يؤكد هذا الأخير إلتزامه بحماية أمن ( إسرائيل )، وتوفير كل الدعم اللوجستيكي و العسكري و الدبلوماسي لها، وبناء على ما قلنا لا يمكن تصديق هذا الرئيس “الصديق..!! “، عندما حاول التملص من تحمل المسؤولية عن هذه الضربة، حيث قال أنه حذر قطر قبل وقوع الهجوم، لكن قطر نفت ذلك وقالت : ( أنها تلقت مكالمة من وزير الخارجية “وتكوف”، بعد عشر دقائق من وقوع الهجوم )، عندها استدرك ترامب وقال : فعلا التحذير مع الأسف جاء متأخرا..!!)، في الحقيقة لا يمكن للجبان النتن “ياهو “، أن يتصرف بدون تلقي الضوء الأخضر من أمريكا، المهم أن أمريكا ترامب ضالعة في هذا العدوان، و هو على كل حال “هدية ” من الرئيس الأمريكي، أخذ طائرة و أرسل عبر و كيله في الشرق الأوسط، سربا من الطائرات النفاثة F16 و F 35 لتلقي تحية محبة على الدوحة، لله ذر الشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي عندما قال : ( إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا )، وفي رواية مسرور ( تقردا) أي أصبح من القرود، والآن بعد ما وقع الضرر يمكننا طرح عدة أسئلة، عن أهداف الضربة و مستقبل العلاقة مع أمريكا، ومع كلب الحراسة ( إسرائيل ) في الشرق الأوسط، وكذا مستقبل الواسطة القطرية في المفاوضات…
الفقرة الأولى :

ـ أهداف بنو قريظة وبني قينقاع من الضربة :

في الحقيقة هناك عدة أهداف : القريبة والمتوسطة والبعيدة،

ـ أهداف قريبة :

إن الأسطول البحري المتوجه نحو غزة لفك الحصار، الذي تشارك فيه 45 دولة يعد أكبر تحدي لحكومة النتن، وهو فعلا يشكل إحراجا إعلاميا كبيرا لدولة الإرهاب، ولقد حاول الإرهابي تخويف المشاركين بقصف جوي عبر طائرة “الدرون”، لكن المشاركين قرروا الصمود و التحدي بالذهاب إلى النهاية، لهذا يمكن اعتبار توقيت الهجوم على قطر، في صالح العدو حيث يحول أنظار العالم عن متابعة أسطول فك الحصار، وهناك هدف ٱخر داخلي فبعد فشل هجوم (عربات جدعون 1 )، و ( عربات جدعون 2 ) في طريقه للفشل إضافة إلى عملية القدس، وجد الإرهابي”النتن” نفسه محاصرا، من طرف مصاصي الدماء ( سموتريتش ) و ( بن غفير )، فأراد تقديم رؤوس قيادة حماس قربانا، من أجل إنقاذ تحالفه الحكومي مع اليمين الديني الإرهابي، وربما أقنع “النتن” ترامب بالموافقة على الهجوم، في مقابل إعلان وقف حرب الإبادة و التجويع في غزة، لكن بعد أن نجت القيادة بفضل الله و فشل العملية، يمكن للإرهابي “النتن” تأجيل وقف إطلاق النار، و طلب السماح له بمحاولة جديدة، لكن متى وكيف وأين..؟ يمكن تحديد ذلك في المستقبل القريب… طبعا بالتنسيق مع أمريكا “صديقة ” العرب، بحيث يمكن لترامب أن يستعمل من جديد طعم ” الصفقة “، لجلب قيادة حماس إلى فخ التفاوض ثم العدو يكمل المهمة…

الفقرة الثانية :

ـ بنو قينقاع و الأهداف المتوسطة والبعيدة :

في رأيي أن الأهداف المتوسطة متداخلة مع البعيدة، و هي مجرد تمهيد و جسر عبور نحو الهدف الكبير، الذي هو بطبيعة الحال إعلان قيام الدولة التوراتية ( إسرائيل الكبرى )، و العقبة الكبيرة في طريق تحقيق هذا الهدف، هي غزة اليوم التي تقف وحيدة كحائط صد في وجه هذا المخطط، لهذا تم استهداف قيادة حماس في قطر، وقبل ذلك في لبنان وإيران وقد تكون عملية في الكويت وعمان، إن استهداف قطر ( صديقة ) أمريكا هي رسالة لكل دول الشرق الاوسط، أن يد الصهاينة طويلة وأن لا أحد في مأمن لا” صديق ” ولا عدو، في نظري إذا تم القضاء على قيادة الصف الأول لحماس، و نجح لا قدر الله مخطط تهجير سكان غزة، عندها تلقائيا ندخل في مرحلة تحقيق ( إسرائيل الكبرى )، كما هي في كتاب التوراة الذي يشير إلى حدود دولة اليهود، وهذا ليس سرا لقد قالها ” النتن” مباشرة دون رتوش، وهذا حلم “مشروع” عند الغرب الصليبي ولا يرى بأسا في تحققه، لكن يحرم على المسلم مجرد التفكير في عودة الخلافة الراشدة..!!، لكن المضحك المبكي هو نصائح العدو الصهيوني خاصة وأمريكا والغرب عامة، للعرب بعدم قبول هذا الفكر الظلامي الإرهابي المتزمت، وعليهم محاربة من يحمل هذا الفكر، فهو إذن بين خيار الصمت المؤبد أو السجن المؤبد أو الموت المحقق، فما هو حلال على مؤمني الصهاينة حرام على مؤمني العرب…!! ياسلام جميل أليس كذلك..؟

خلاصة :

على قطر و قيادتها أن يفكروا بجد، في جدوى “الصداقة” الأمريكية واستمرارها، مثلا قاعدة العديد الجوية الأمريكية، بالأمس تم خرق الأجواء القطرية و السيادة كذلك، وتم السماح لإيران بضرب القاعدة بتنسيق مع الأمريكان، واليوم يتم خرق الأجواء القطرية و السيادة الوطنية كذلك، إذن لابد لقطر ودول الخليج من استخلاص الدروس والعبر، إن المظلة الأمريكية مهترئة تشبه الغربال لا يمكن الإحتماء بها، وعليه كخيار أول التوجه شرقا وبناء تحالف مع الصين روسيا وكوريا الشمالية، حيث يمكن التزود بمضادات جوية صينية فعالة، أو شراء أنظمة الدفاع الجوي س ـ 400 الروسية الصنع، الخيار الثاني يمكن أن تنخرط فيه كل من قطر عمان والكويت، وهو دعم الصناعات العسكرية التركية بملايير الدولارات، حيث يمكن الإستفادة منها مستقبلا وهي على الأقل حليف سني ثقة ومضمون، في نظري هذا هو الرد الحقيقي على عربدة الكيان الصهيوني، هذا دون ترك المعركة القانونية لإدانة و تجريم العدو.. فلسطين حرة وغزة حرة

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة