“روبلوكس”.. خبراء يحذرون من تهديدات رقمية تستهدف الأطفال

14 سبتمبر 2025 17:42
المستشار خالد السطي يحذر من مخاطر ألعاب روبلوكس وفري فاير على الأطفال بالمغرب

“روبلوكس”.. خبراء يحذرون من تهديدات رقمية تستهدف الأطفال

هوية بريس – متابعات

أضحى امتلاك الهواتف الذكية والاتصال بالإنترنت جزءا من حياة الأطفال اليومية، حتى في سن مبكرة. ورغم ما توفره هذه الوسائل من فرص للتعلم والترفيه، إلا أنها تطرح مخاطر حقيقية قد تهدد سلامتهم النفسية والاجتماعية، خاصة عند تعرضهم لمحتويات غير مناسبة أو لممارسات رقمية خطيرة.

ومن بين أبرز الأمثلة التي تثير الجدل عالميا، لعبة “روبلوكس”، وهي إحدى أشهر منصات الألعاب الإلكترونية التي تستقطب مئات الملايين من المستخدمين، أغلبهم بين 9 و15 سنة. وتتيح هذه المنصة للأطفال بناء عوالم افتراضية خاصة بهم، والتواصل المباشر مع آخرين عبر غرف الدردشة، حيث تُسجَّل عشرات الآلاف من الرسائل في الثانية. غير أن هذه الجاذبية الترفيهية تخفي وراءها تهديدات متعددة.

مخاطر أمنية ونفسية

يوضح أنور أوبازي، الخبير في الأمن الرقمي، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن لعبة “روبلوكس” تفتح المجال أمام تهديدات متعددة مثل الاحتيال الرقمي والبرمجيات الخبيثة والاستغلال الجنسي للأطفال، إضافة إلى التنمر الإلكتروني. وأبرز أن التواصل غير المراقب مع الغرباء يشكل الباب الأخطر، إذ قد يستغل لجر الأطفال نحو محتويات أو ممارسات غير ملائمة، أو حتى لابتزازهم لاحقا.

وفي السياق نفسه، يؤكد رضوان السودي، الخبير في المعلوميات، أن المنصة تطرح أيضا مخاطر تقنية متقدمة مثل استغلال الأكواد الضارة أو رموز الجلسات للوصول إلى الحسابات، إلى جانب جمع بيانات حساسة عن الأطفال يتم توظيفها لاحقا في التسويق الموجه أو في أنشطة غير قانونية.

الجوانب المالية

يشير الخبراء كذلك إلى مخاطر مالية مرتبطة بالعملة الافتراضية “روبوكس”، حيث يتعرض الأطفال لإغراءات مستمرة للشراء داخل اللعبة، وهو ما تسبب في مفاجآت غير سارة لأسر فوجئت بارتفاع فواتير المشتريات. كما يستغل بعض القراصنة هذه العملة الوهمية للإيقاع بالأطفال عبر عروض وهمية.

مواقف دولية ودعوات للوقاية

بسبب هذه المخاطر، لجأت دول مثل تركيا وقطر والأردن والإمارات إلى حظر اللعبة، بينما فرضت دول أوروبية مثل بلجيكا وهولندا قيودا صارمة على بعض عناصرها الداخلية. ويرى خبراء مغاربة أن الوقت قد حان للتفكير في خطوات مشابهة، أو على الأقل تفعيل مراقبة صارمة.

ويجمع المختصون الذين حاورتهم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على أن الحل لا يقتصر على المنع، بل يستدعي وعيا أسريا وتربية رقمية متواصلة، مع الاستعانة بالأدوات التقنية المتاحة لحماية الأطفال. ومن أبرز التوصيات: ضبط إعدادات الدردشة، تعطيل الكاميرا والميكروفون، تحديد وقت اللعب، استخدام كلمات مرور قوية مع التحقق الثنائي، وتفعيل أدوات الرقابة الأبوية.

ويخلص الخبراء إلى أن لعبة “روبلوكس” تكشف الوجه المزدوج للألعاب الإلكترونية الحديثة: فضاء للإبداع من جهة، ومصدرا لمخاطر رقمية ونفسية ومالية من جهة أخرى، الأمر الذي يتطلب وعيا أكبر من الآباء ومتابعة دقيقة لضمان أن تبقى تجربة أطفالهم في دائرة الترفيه الآمن.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة