أئمة وخطباء ومرشدون يطلقون نداء ضد جرائم قـتل الأبرياء

24 سبتمبر 2025 18:33
ابتداء من فاتح يناير 2024 الأئمة المغاربة ممنوعون من دخول فرنسا

أئمة وخطباء ومرشدون يطلقون نداء ضد جرائم قتل الأبرياء

هوية بريس – متابعات

أطلق عدد من الأئمة والخطباء والمرشدين والأكاديميين المغاربة المقيمين بفرنسا نداء إنسانيا عاجلا إلى الرأي العام الدولي، دعوا فيه إلى إيقاظ الضمير الإنساني أمام مشاهد الدماء والدمار التي تحصد أرواح الأبرياء من أطفال ونساء ومدنيين عُزّل في مختلف بؤر التوتر عبر العالم.

وأكد الموقعون على البيان أن حماية النفس البشرية ليست مجرد مطلب ديني فحسب، بل واجب أخلاقي وحضاري وشرط أساسي لبقاء السلم العالمي، محذرين من أن الصمت عن الجرائم ضد المدنيين يُسجَّل وصمة عار في تاريخ الإنسانية.

القيم الدينية في مواجهة الدم المسفوح

البيان أعاد التذكير بأن الإسلام منذ خمسة عشر قرناً وضع الأسس لصيانة النفس الإنسانية، مستشهداً بآيات قرآنية تؤكد حرمة الاعتداء على الأرواح، منها قوله تعالى: ﴿ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق﴾، وقوله: ﴿من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً﴾. كما استحضر خطبة الوداع للنبي ﷺ التي رسّخت حرمة الدماء والأعراض والأموال.

هذه النصوص ليست مجرد مواعظ روحية، بل دعوة عملية لبناء مجتمع يحمي الضعفاء ويرفض كل أشكال العدوان.

الضمير الإنساني على المحك

أكّد الموقعون أن إنسانية الإنسان تقاس بمدى احترامه لحياة غيره، وأن الصمت أمام المظالم يقتل الضمير قبل أن يقتل الضحية. وتساءلوا: هل يقبل الضمير العالمي أن تُراق الدماء تحت شعارات زائفة؟ وهل يجوز أن يُسوَّغ قتل الأبرياء بحجج الغلبة أو الطمع أو التوسع؟

المسؤولية – بحسب البيان – لا تنحصر في الشجب والإدانة، بل تمتد إلى نشر ثقافة السلام، ورفض خطاب الكراهية، والسعي لحماية المظلومين عبر الوسائل القانونية المشروعة. فالحياة لا تُقدّر بثمن، وحمايتها واجب أخلاقي وديني وحضاري.

كما شدّدوا على أن أبسط صور النصرة، مثل الدعاء الصادق أو الكلمة الحرة أو الدعم الإنساني، هي أعمال مباركة تسجَّل في ميزان أصحابها، إذ لا يُحتقر معروف مهما صغر، امتثالاً لقوله ﷺ: “لا تحقرن من المعروف شيئاً…”.

إشادة بالمواقف المغربية

البيان توقف عند المواقف التاريخية للمغرب في نصرة القضايا العادلة ودعم المحتاجين عبر مبادرات إنسانية وغذائية وطبية. كما ثمّن جهود بعض الدول الإسلامية الأخرى في هذا الباب، انسجاماً مع قوله تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾.

وذكّر بمبدأ فقهي أصيل: “الميسور لا يسقط بالمعسور”، أي أن كل جهد، قل أو كثر، له قيمته وأجره، فـ”أول الغيث قطرة ثم ينهمر”.

البيان صدر باسم مجموعة من الأئمة والخطباء والمرشدين والباحثين الأكاديميين في فرنسا، بينهم:

د. حسن الفاضلي (إمام وخطيب بفرنسا)

د. صلاح الدين المراكشي (إمام وخطيب ومرشد ديني بالمستشفيات والسجون بفرنسا).

د. يوسف نويوار، (باحث في علم الاجتماع، عضو البعثة الثقافية المغربية بفرنسا سابقا)

ذ. إبراهيم امزضاو (إمام وخطيب بفرنسا وباحث بسلك الدكتوراه)

ذة. سناء القرطبي (مرشدة دينية ومتخصصة في الصحة النفسية بفرنسا)

ذة. فتحية المومني (مسؤولة ومرشدة دينية بالمستشفيات بجهة اوكسيطانيبفرنسا)

ذ. محمد المهدي اقرابش (عضو بآكاديمية نيم، إمام خطيب ومرشد ديني بالمستشفيات، عضو بمنتدى الاسلام بفرنسا، عضو بالمجلس الفرنسي للإرشاد الإسلامي)

ذ. محمد الموساوي (إمام وخطيب بفرنسا)

ذ. محمد آيت زنو (إمام وخطيب بفرنسا)

ذ. عبد اللطيف بن عمر (إمام وخطيب بفرنسا خريج معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدين والمرشدات)

في الختام، شدّد البيان على أن الضمير الحي لا يعرف الصمت أمام مشاهد القتل والدمار والتجويع، بل يصرخ في وجه الظلم ويطالب بوقف نزيف الدم. فإذا خمد صوت الضمير، فإن إنسانية البشر تُدفن، ويكون الحساب عسيراً أمام الله ثم أمام التاريخ.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة