من هو جيلZ الذي يقود الاحتجاجات في المغرب؟
من هو جيلZ الذي يقود الاحتجاجات في المغرب؟
هوية بريس – د.محمد الراجي*
درج الباحثون الغربيون على تمييز الأجيال المعاصرة بتسميات متعاقبة تبدأ من الجيل X، ثم الجيل Y، فـ الجيل Z.
هذا الأخير نشأ منذ طفولته في بيئة رقمية خالصة: الإنترنت، الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن أبرز سماته النفسية ميله إلى العزلة عن محيطه الواقعي كلما اتسعت مشاركته الافتراضية، إضافة إلى سرعة الانفعال والتسرع في التعبير عن الرأي.
أما في أسلوبه المعرفي، فيميل إلى المعلومات السريعة والمختصرة، الأمر الذي يجعل معارفه عامة وسطحية أحيانا. ومن حيث المضامين، تهيمن على اهتماماته قضايا الهوية، والبيئة، والمشاركة الاجتماعية عبر المنصات الرقمية. غير أن هذا الجيل يواجه تحديات غير مسبوقة في ميادين التعليم، والصحة، والعمل، والهوية الرقمية.
ابتداءً من سنة 2025 يُتوقع بروز جيل ألفا (A)، وهو الجيل الذي سيولد كليا في عصر الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي، وسترتبط حياته، منذ البداية، في الصحة والتعليم والعمل، ارتباطا وثيقا بالتقنيات الرقمية، بما يجعل تحدياته أكثر تعقيدا من الأجيال السابقة.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه التصنيفات تنطبق أساسا على الدول المتقدمة؛ أما في المجتمعات الإفريقية والعربية، فالأمر يختلف نسبيا، بسبب الفجوة الرقمية العميقة بين أقلية ميسورة، قادرة على مواكبة التحولات التكنولوجية، وأغلبية تعيش على هامشها.
بدل أن تواجه الدولة احتجاجات الجيل الرقمي بالمقاربة الأمنية، هناك حاجة ملحة إلى سياسات تعليمية واجتماعية تقلص الفجوة بين الأغلبية المحرومة والأقلية المهيمنة، وأن تضع سياسة تؤهل الأجيال الناشئة للاندماج الواعي والمسؤول في العصر الرقمي.
*دكتوراه في العلاقات العامة وماجستر علم نفس الطفل.
