نصيحة للرؤساء والمرؤوسين بعنوان: الحذر من الوقوع في التهلكة

04 أكتوبر 2025 00:17

هوية بريس – الشيخ موسى الدخيلة

نصيحة للرؤساء والمرؤوسين بعنوان: الحذر من الوقوع في التهلكة:

قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحبّ المحسنين).

ومن التهلكة: تضييع الحقوق، والافساد في الأرض، وظلم العباد.

1- تضييع الأمانات والحقوق -العامة والخاصة الحسية والمعنوية- على ذوي المناصب المكلفين المسؤولين والرعية المرؤوسين…

قال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها).

ومن صور ذلك: عدم أداء المهام والمسؤوليات على وجـهها الصحيح المفيد للوطن والمواطنين…

كالواجبات والوظائف: التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية وغير ذلك، ففي ذلك إلقاء بالنفس والغير إلى التهلكة.

فيجب على العلماء أن يبينوا للناس ويرشدوهم وينبهوهم ويعلموهم…

قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه…).

وعلى المسؤولين والمدرسين تعليمُ أولاد المسلمين ما ينفعهم وألا يغشوهم في ذلك…

وعلى ذوي المناصب المسؤولين على الصحة والشغل والاقتصاد القيامُ بما يجب عليهم تجاه البلاد والعباد…

وعلى المكلفين المسؤولين على مختلف انواع مصالح الناس المادية والمعنوية القيام بذلك على أحسن وجه وأكمله دون تفريط ولا توان ولا تأخير…

وعلى التجار والصناع والفلاحين الصدق والأمانة واجتناب الغش واجتناب أكل أموال الناس بالباطل…

وعلى الموظفين في سائر القطاعات العامة والخاصة العمل بتفان وإتقان وإخلاق…

ففي الحديث الصحيح: (…فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام…).

واعلموا أن حقوق العباد عظيمة خطيرة، فمَن تعداها فلا يغفرها الله له ولو تاب إلا أن يتنازل عنها صاحبها، فمن شروط التوبة التحلل من مظالم العباد.

ومن تضييع الأمانات العظيمة وإهدار الحقوق والواجبات: الخروج على ولي الأمر وملك البلاد والتحريض عليه بالحال أو بالمقال…

2- الإفساد في الأرض، بكل أنواع الفساد الحسية والمعنوية.

قال تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها“…

وقال: “ولا تعثوا في الأرض مفسدين“.

ومن الإفساد: أخذ المال العام أو الخاص بغير حقّ واختلاسه خفيةً ونهبه وتهريبه…

أو غصبه والاستيـلاء عليه بالقوة والقهر جهارا نهارا علنا…

أو تخريــب الممـتلكات وتضييعها وإهلاك الحرث والنـسل والأخضر واليابس بسفه وطيس وحمق….

ومن ذلك، ترويـع العباد وتخويفهم وقطع طـرقاتهم والتعرض لهم بالسـلاح والضرب والتهديد والنهـب…

فتفقد نعمة الأمن والأمان، ويأتي الخوف والفزع والخراب والدمار…

3- ظلم العباد والبلاد:

قال تعالى: “ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا“.

وفي الحديث الصحيح: اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة.

وذلكم بأخذ حقوق العباد، وعدم أداء واجباتهم في دينهم ودنياهم وأبدانهم وعدم المبالاة بهم تعليماً وصحة وشغلاً…

والاستئثار بخيرات البلاد والعباد وحرمانهم منها…

ومنه: أن يظلم الرعية بعضهم بعضا ويغصب بعضهم حق بعض…

والخلاصة: أنه على ذوي المناصب المسؤولين أن يؤدوا الحقوق ولا يفرطوا، وأن يصلحوا ولا يفسدوا، وأن يعدلوا ولا يظلموا…

وعلى عامة المسلمين أن يطالبوا ويتزنوا ويتعقلوا ولا يعتدوا…

فاللهم طهّر بلدنا هذا من الفساد والمفسدين والخراب والمخربين المهلكين الحرث والنسل…

اللهم احفظه من المستأثرين الناهبين لخيراته المفسدين لصحته وتعليمه وسائر قطاعاته…

اللهم احفظه من عصابات التخريب والتدمير والتفجير والنهب والغصب والاختلاس لحقوق الضعفاء والمساكين…

اللهم احفظه من كيد الكائدين الماكرين الخائنين الخائبين الغادرين…

اللهم احفظ وطننا المغرب وأهلَه ووليَّ أمره من الفتن ما ظهر منها وبطن ومن بطانة السوء الخبيثة الناهبة المفسدة…

اللهم ارزق ملكَ بلادنا البطانةَ الصالحة المصلحة الناصحة الرشيدة المعينة على الخير للبلاد والعباد…

اللهم أدم علينا نعمةَ الأمن والأمان والإيمان والسلامة والاستقرار والإسلام والسنة…

اللهم: مَن أراد بهذا البلد وأهله وملكه سوءاً وشراً فاجعل كيده في نحره وتدبيره تدميراً عليه…

اللهم احفظه من فتن الانقلابات والثوْرات والويلات والمخاوف والأخطار وسائر أنواع الشرور…

آمين آمين…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة