مسيرة كبيرة في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى بالرباط (فيديو)

05 أكتوبر 2025 11:50

مسيرة كبيرة في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى بالرباط (فيديو)

هوية بريس – متابعات

امتلأ شارع محمد الخامس في قلب العاصمة الرباط صباح الأحد 5 أكتوبر 2025، بحشود غفيرة من المواطنين الذين لبّوا نداء جميعا إلى الرباط، في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى.

لم تكن المسيرة مجرد تظاهرة تضامنية عابرة، بل رسالة سياسية مشحونة بالمعاني، أعادت إلى الواجهة مطلبا ظلّ يتردّد منذ 2020: إسقاط اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعودة المغرب إلى موقعه التاريخي في صف المقاومة والدفاع عن القدس وفلسطين ودعم مطلق لخيار المقاومة.

ذاكرة الطوفان.. واستمرار الموجة الشعبية

منذ صباح الأحد، تقاطرت الوفود من مختلف المدن، رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء، ومرددين شعارات تذكّر بسنوات الانتفاضة الأولى والثانية.

لكن اللافت هذه المرة هو التحام الأجيال: شيوخٌ يحملون ذكريات المقاومة العربية القديمة، وشبابٌ من جيل Z الذين عاشوا زمن المنصات الرقمية، يهتفون معا ضد الاحتلال وضد التطبيع.

لقد تحولت الذكرى الثانية للطوفان إلى محطة لاستعادة الوعي الجمعي المغربي، بعد أسبوع حافل بالتوترات الاجتماعية والاحتجاجات الداخلية، وكأن الشارع المغربي أراد أن يقول: “قضايانا الوطنية والاجتماعية لا تنفصل عن قضيتنا المركزية”.

من الرباط إلى غزة.. نبض المقاومة لا يموت

لم تكن الشعارات مجرد عبارات حماسية، بل تصريحات سياسية ميدانية:

“المطبع خائن”، “القدس خط أحمر”، “لا سفارة للكيان في أرض المغرب”، “من الرباط إلى غزة.. شعب واحد لا يُهزم”.

هذا الخطاب الشعبي، الذي يعلو كلما صمتت المؤسسات، يعكس استمرار الشرخ بين الإرادة الرسمية والخيار الشعبي. فبينما تراهن الحكومة على “الهدوء الدبلوماسي”، يؤكد الشارع أن فلسطين ليست ورقة تفاوض بل مسألة هوية.

قراءة سياسية: مسيرة تتجاوز التضامن

من زاوية تحليلية، يمكن القول إن مسيرة الرباط تجاوزت طابعها التضامني لتتحول إلى حدث سياسي وطني يعكس اتساع رقعة الوعي الشعبي وجرأة الشارع في التعبير عن مواقفه.

فالمغرب يعيش منذ أسابيع حراكا شبابيا واجتماعيا واسعا (احتجاجات جيل Z)، ومسيرة الأحد جاءت لتضيف بعدا إقليميا إلى هذا الزخم الداخلي، في تلاق نادر بين الاحتجاج الاجتماعي المحلي والوعي بقضايا الأمة.

وهكذا بدا أن الرباط يوم 5 أكتوبر لم تكن فقط “عاصمة لفلسطين ليوم واحد”، بل مرآة لمغرب يبحث عن ذاته بين سلطة تميل إلى البراغماتية وشعب يتمسك بالبوصلة القيمية.

الموقف الرسمي بين التجميد الصامت وغضب الشارع

على المستوى الرسمي، تواصل الحكومة المغربية سياسة الصمت الحذر تجاه العلاقات مع الكيان الصهيوني، بعد أن خفّضت الرباط تمثيلها الدبلوماسي منذ اندلاع العدوان على غزة في 2023، دون أن تعلن قطعا صريحا أو مراجعة للاتفاقات القائمة.

هذا التجميد غير المعلن لم يُقنع الشارع، الذي يرى أن استمرار أي شكل من أشكال التطبيع هو تواطؤ رمزي وأخلاقي مع الاحتلال، خصوصا بعد ما كشفت الحرب عن جرائم ممنهجة ضد المدنيين.

في المقابل، يطالب الفاعلون الشعبيون والحقوقيون الدولة بأن تترجم الموقف الشعبي إلى قرار سيادي واضح يضع حدا لكل أشكال التعاون مع الكيان، سواء الاقتصادية أو الثقافية أو الأمنية، حتى لا يبقى المغرب في منطقة رمادية أخلاقيا وسياسيا.

في الختام..

في الذكرى الثانية للطوفان، يواصل الشارع المغربي التذكير بأن فلسطين ليست مجرد ملف خارجي، بل جزء قضاياه الوطنية.

مسيرة الرباط أكدت أن المقاومة لا تموت بالتطبيع، ولا تسكتها البيانات الرسمية، وأن الأجيال الجديدة رغم انشغالها بالمنصات الرقمية، ما زالت قادرة على النزول إلى الشارع حين تتعلق المسألة بالعدالة والحرية والهوية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة