شهادات صادمة عن تعذيب المتضامنين مع غزة

هوية بريس – وكالات
في خطوة تعكس مجددًا الطبيعة القمعية للاحتلال الصهيوني وسياسة الإفلات من العقاب، أعلنت سلطات الاحتلال الغاشم، يوم الاثنين، ترحيل 171 ناشطًا دوليًا من المشاركين في أسطول الصمود العالمي، الذي كان يبحر في المياه الدولية باتجاه قطاع غزة المحاصر، في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار الجائر المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني منذ سنوات.
ووفق بيان صادر عن وزارة خارجية الاحتلال، تم ترحيل النشطاء نحو اليونان وسلوفاكيا، في وقت ترفض فيه تل أبيب الكشف عن عدد المحتجزين الذين لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي بعد اقتيادهم من عرض البحر في عملية وُصفت على نطاق واسع بأنها قرصنة بحرية مخالفة للقانون الدولي.
انتهاكات ممنهجة بحق النشطاء
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن محاضر جلسات مع الموقوفين أن العديد منهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة والإهانة الجسدية والنفسية داخل مراكز الاحتجاز الصهيونية، بما في ذلك الحرمان من الماء والطعام وإجبار النساء على نزع الحجاب.
كما تحدث ناشطون مفرج عنهم عن تجويع متعمّد وإجبارهم على شرب مياه الصرف الصحي، في مشاهد تذكّر بممارسات الأنظمة العنصرية.
ورغم نفي وزارة خارجية الاحتلال، إلا أن شهادات النشطاء تؤكد أن ما جرى يمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وللمواثيق الدولية التي تكفل حرية الملاحة والعمل الإنساني، مما يجعل الاحتلال مسؤولًا قانونيًا عن عملية الاختطاف الجماعي في المياه الدولية.
حصار غزة يتواصل وسط صمت دولي
وكان جيش الاحتلال قد هاجم عشرات السفن المشاركة في الأسطول يوم الأربعاء الماضي قبالة سواحل غزة، وصادر كامل حمولتها من المساعدات الإنسانية الموجهة للمدنيين، كما احتجز أكثر من 500 ناشط مدني من مختلف الجنسيات.
ويأتي هذا العدوان البحري في وقت يغلق فيه الكيان الصهيوني كل المعابر المؤدية إلى القطاع منذ مارس الماضي، مانعا دخول المواد الغذائية والطبية، ما تسبب في مجاعة غير مسبوقة راح ضحيتها أكثر من 460 فلسطينيًا، بينهم 154 طفلًا، وفق منظمات دولية.
بدعم أمريكي وصمت غربي مطبق، يواصل الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 67 ألف شهيد و169 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية ومنازل المدنيين.
ويؤكد ناشطون حقوقيون أن ما جرى مع أسطول الصمود العالمي يهدف إلى ترهيب الأصوات الحرة التي تفضح جرائم الاحتلال، ومنع أي جهد إنساني مستقل لكسر الحصار المفروض على غزة، في وقت تتواطأ فيه القوى الكبرى بالصمت أو التبرير.



