بويغرومني: الفساد في المغرب يتبختر ويحاضر عن الإصلاح!

09 أكتوبر 2025 20:24
الكاتبة المغربية نعيمة بويغرومني تنتقد أداء الحكومة وتدعو إلى وقفة ضمير وطنية

هوية بريس – متابعات

في مقالٍ لاذع نشرته الكاتبة نعيمة بويغرومني، انتقدت فيه بشدة أداء الحكومة الحالية، ووصفت المشهد السياسي المغربي بأنه “زمن رمادي يتبختر فيه الفساد في الضوء، ويحاضر فينا عن الإصلاح”، معتبرة أن السلطة التنفيذية أخطأت في “تدبير الملفات وتدبير الثقة”، وأنها السبب في “كفر الناس بالسياسة واحتجاج شباب جيل Z”.


الفساد بلا أقنعة

تقول بويغرومني في مقالها إن “الفساد لم يعد يختبئ خلف الستار، بل صار يتبختر في الضوء، يرتدي بدلة رسمية ويحاضر عن الإصلاح”، مشيرة إلى أن الحكومة “تغلف الإخفاق بالشعارات وتخفي تضارب المصالح بلغة خشبية مكررة”، بينما تمنح “الفراقشية حظوةً لم يعرفها البلد من قبل”.

وتضيف أن رموز هذا العهد “وزراء يتفننون في الكذب كما يتفنن الشعراء في البلاغة، ورئيس حكومةٍ جمع بين التجارة والسياسة فاختلطت الأرباح بالمناصب، والصفقات بالقرارات”.

مجالس عبثٍ ممأسس

وتُحمّل الكاتبة المسؤولية للمجالس الجماعية الكبرى في مدن مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس، معتبرة أنها أصبحت “المشتل الطبيعي للخراب”، حيث “تُبدد الملايير في إصلاحات مؤقتة، وتُدفن المشاريع قبل أن تُنجز، ثم يُسدل الستار على الفشل دون محاسبة”.

وتقول: “العبث صار ممأسسًا برخصة رسمية، لأن من يقود الحكومة هو نفسه من يقود الجماعات، في تضاربٍ صارخٍ للمصالح”.

جيل Z وصدمة السياسة

وترى بويغرومني أن الحكومة “جعلت الناس تكفر بالسياسة”، وأن جيل Z خرج إلى الشارع لأن “الثقة ماتت، والأحزاب تحوّلت إلى واجهات بلا مضمون”.

وتضيف أن الإعلام الحر أصبح هدفًا لـ“حملات التشويه والتخوين”، وأن “من يصدع بالحق يُحاصَر كما حدث مع الصحفي حميد المهداوي الذي كان ضميره أقوى من الخوف”.

أصوات لم تنحنِ

ورغم هذا السواد، تؤكد الكاتبة أن الوطن “ما زال يلد أصواتًا شريفة لا تساوم”، مشيدة بدور حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية في فضح السياسات الحكومية، إلى جانب مثقفين وطنيين مثل محمد الشيكر، ونبيلة منيب، ونبيل بنعبد الله، الذين “واجهوا الأكاذيب بضمير يقظ وتحليل مسؤول”.

دعوة إلى وقفة ضمير

وفي ختام مقالها، دعت بويغرومني إلى “وقفة ضمير لا إلى صخب الشعارات”، مؤكدة أن الاحتقان في الشارع “ليس عارضًا، بل جرس إنذار بأن الثقة لا تُشترى، وأن العدالة ليست منّة بل حقّ”.

وقالت إن “الحكومة أخطأت حين ظنت أن الوطن يُدار بمنطق المقاولة، وأن الأرقام تُغني عن القيم”، مشددة على أن المغرب “أكبر من أن يُختزل في منطق الربح والخسارة”.
واختتمت بقولها:

“إن انتظار الخطاب الملكي اليوم ليس بحثًا عن معجزة، بل توقًا إلى كلمة تعيد ميزان المسؤولية إلى نصابه، وتؤكد أن المغرب بيت للجميع لا شركة لأحد”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة