البيجيدي يهاجم الحكومة ويطالب بإنهاء منطق الريع السياسي

هوية بريس – متابعات

عقدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مساء الجمعة 10 أكتوبر 2025، اجتماعاً خُصص لبحث التطورات السياسية الراهنة ومستجدات القضية الفلسطينية، حيث أصدرت بياناً مطولاً تضمّن مواقف سياسية بارزة من القضايا الوطنية والدولية.

الاحتجاجات الشبابية والوضع الداخلي

في قراءتها للوضع السياسي، اعتبرت الأمانة العامة أن الاحتجاجات الشبابية الأخيرة تعبّر عن تراكمات ناتجة عن إجراءات حكومية استهدفت الفئات الهشة، وأفرزت “اختلالات كبيرة” تمثلت في تضارب المصالح واستغلال النفوذ وعودة منطق التحكم.

وانتقد الحزب ما وصفه بـ“الإنكار الحكومي” لهذه الاختلالات، مذكّراً بأنه نبّه مبكراً إلى الانحراف عن مسار الدولة الاجتماعية وضرب القدرة الشرائية وتراجع الخدمات في التعليم والصحة.

كما دعا الحزب إلى تدخل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري لضمان تعددية الإعلام العمومي وولوج متكافئ لمختلف الأحزاب، بعد “الإنزال الإعلامي غير المسبوق” لوزراء الحكومة عقب الاحتجاجات الأخيرة.

وأكد البيان أن الحزب سيواصل أداء دوره كـ معارضة مسؤولة في مراقبة السياسات العمومية وتقييم برامج التنمية المحلية، بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية وتوفير فرص الشغل للشباب.

كما شدد على أن الوضع الحالي هو نتيجة لتراجع الاختيار الديمقراطي، داعياً إلى إعادة الاعتبار لانتخابات حرة ونزيهة تُفرز مؤسسات “قوية وذات مصداقية قادرة على تأطير المواطنين”.

قضية الصحراء المغربية

رحّب الحزب بتوقيع الاتفاق الجديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي الذي يشمل المنتجات الفلاحية والبحرية القادمة من الأقاليم الجنوبية، واعتبره انتصاراً دبلوماسياً للوحدة الترابية وهزيمة جديدة للأطروحة الانفصالية.

كما نوّه بمضامين تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية الذي عكس — وفق البيان — “تقديراً متزايداً للموقف المغربي ومبادرة الحكم الذاتي”.

فلسطين: رفض التطبيع ودعم المقاومة

في الشق الدولي، ثمّن الحزب ما وصفه بـ “الانتصار التاريخي للشعب الفلسطيني” في هزم العدوان الصهيوني على غزة، معتبراً أن المقاومة “كسرت إرادة الكيان الغاصب” وكشفت للعالم “الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني”.

وجدد رفضه للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعا إلى مراجعة العلاقات مع هذا الكيان في ضوء “جرائمه الاستعمارية والعدوانية”، مطالباً الدول العربية والإسلامية بـ المساهمة في إعادة إعمار غزة ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

قضايا تشريعية واستراتيجية

تساءل الحزب عن غياب الشفافية في إعداد النسخة الجديدة من الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة 2035 (SNDD 2035)، منتقداً ما وصفه بـ“تجاوز المساطر المؤسساتية المطلوبة” وغياب التقييم العمومي للنسخة السابقة المصادق عليها سنة 2017.

كما توقف عند مشروع تعديل مدونة التجارة المتعلق بتخفيف العقوبات المرتبطة بالشيك، محذراً من تأثير ذلك على “صدقية الشيك كوسيلة أداء في المعاملات التجارية”، معلناً عزمه دراسة المشروع وإبداء موقفه خلال المسار التشريعي.