تدبر.. “لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون”

18 أكتوبر 2025 15:42

هوية بريس – د.ميمون نكاز

{لكل نبإ مستقر، وسوف تعلمون} [الأنعام67].. [من مقروء فجر هذا اليوم].

{قُلۡ إِنِّی عَلَىٰ بَیِّنَةٍ مِّن رَّبِّی وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِی مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦۤۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ یَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلۡفَـٰصِلِینَ، قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِی مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِینَ، وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَیۡبِ لَا یَعۡلَمُهَاۤ إِلَّا هُوَۚ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِی ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٍ وَلَا یَابِسٍ إِلَّا فِی كِتَـٰبٍ مُّبِینٍ﴾ [الأنعام57-59]…

لمجاري النوازل والوقائع والأحداث مستقرات ومستودعات في المستقبل، أنباؤها لا يعلمها يقينا وحقيقة ومطابقة وإحكاما إلا الله سبحانه، وكل المقاربات والقراءات الاستشرافية لمستقبلات التاريخ من خلال اتجاهات الأحداث وحركية الأفعال وتدافعات الوقائع في المجتمعات ما هي إلا “تقديرات ظنية” تتوسل ببعض “المؤشرات الحكمية و القياسية العلمية” لا ترقى إلى مستوى “القطع الجازم” و”الأنباء الجازمة”…

“مفاتح عالم الغيب” “لِمَغالِقِ عالم الشهادة” في تشابكات نوازله وتشاجرات وقائعه لا يعلمها إلا الله، وما ” المغيبات الخمس” المذكورة في أواخر سورة لقمان الا أظهرها وأشهرها، والغيوب غير محصورة فيها…

ما كان يستعجله المشركون والظالمون المجرمون من العقوبات والعذابات في العهد النبوي وعهود الأنبياء والرسل السابقين، هو “الاستعجال” عينه الذي نسمعه عند كثير من مستعجلي العقوبة العاقبة على “الإجرام الصهيوأمريكي” في “نازلة غزة الفاجعة”، حيث استغلق على كثير من الناس “فقه مجاري أقدار الغيب في الأحداث”، ولو أنهم أدركوا الدلالة العميقة في قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم، والله أعلم بالظالمين}، لو أدركوا دلالة ذلك وعقلوه لما استعجلوا الانتصاف من المستكبرين المجرمين، ولما استبطؤوا النصر والاستخلاف والتمكين…
عندما تشتد المحن، وتبلغ الفتن منتهاها، وتمتد الشدائد بمخانقها، تزيغ الأبصار وتبلغ المخاوف الحناجر، وتعظم ظنون السوء بسنن الله الجارية وأقداره الماضية في الظالمين والمجرمين حتى تبلغ بأصحابها قاصمةَ “التكذيب”: {قُلۡ إِنِّی عَلَىٰ بَیِّنَةٍ مِّن رَّبِّی وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِی مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦۤۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ یَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلۡفَـٰصِلِینَ}…

شتان بين من هو على “بينة” من أقدار الله تعالى “الحاكمة الحكيمة” في خلقه، وبين “المكذبين الشاكين” في “أمر” الله و”حُكمِه” و”حِكمَتِه” و”وعده”…فإن الطوفان لم يأخذ قوم نوح -وهم ظالمون- إلا بعد مئات السنين، و”سفينة إنجاء الإنسانية” من الطوفان العالمي الذي سَيُغرِقُ أكابرَ مجرمي العالم في هذا العصر في انتظار صانعيها، وانتظار من يركبها مع الصانعين، والظن عندي أن الإنسانية التي أخرجها طوفان الأقصى حية من “موات الصهينة المُؤَمركة” قد بدأت تستجمع “ألواح السفينة” وتصنع “الدٌُسُرَ” في أشتات من الجهود في العالم كله، تحتاج إلى من يجمع أفرادها وآحادها، ويوحد بين أشياعها وأشتاتها، وأقدار الله من وراء ذلك كله ماضية قاضية…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة