لا اعتذار مع القطار!!

22 أكتوبر 2025 15:49

هوية بريس – ذ.نور الدين درواش

كنت أسمع عن معاناة الذين يختارون التنقل بين الجديدة والبيضاء عن طريق القطار، بسبب التأخرات والأعطاب، وإلغاء الرحلات.

كانت عندي محاضرة ظهيرة السبت الماضي بكلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة عبد الملك السعدي بعاصمة البوغاز طنجة، ونظرا لبعد المسافة والانشغال يوم الجمعة، اخترت أن استقل القطار إلى البيضاء ثم البُراق إلى طنجة مبرمجا رحلة تجعلني أكون في طنجة قبل ساعتين عن موعد المحاضرة… وأنا اظن أنني في بلد قطع المسؤولون على النقل السككي فيه مع الفوضى والعشوائية والاستهتار بمصالح المواطن.

ومنعا لأي مشكل حجزت التذكرتين عصر يوم الجمعة، لتكون رحلتي الأولى يوم السبت على الساعة (7:30).

وسعيا لحد أدنى من الراحة اخترت الدرجة الأولى، وعلى نفقتي الخاصة، معتذرا للجهة المستضيفة، إذ لا أرى من المروءة تحميل مصاريف النقل لنادٍ طلابي جامعي من غير اضطرار.

الدرجة الأولى التي لا تكاد تجد فرقا بينها وبين الثانية، على متن قطاراتنا العادية إلا في السعر وعدد المسافرين.
وأتذكر أستاذا جامعيا جمعتني به رحلة على القطار على الدرجة الأولى بين مراكش والبيضاء قبل سنوات فتجاذبنا أطراف الحديث حتى وصلنا للفرق بين الدرجة الاولى والثانية من جهتي السعر والخدمات فقال لي: هذه الدرجة ليس بينها وبين الثانية أي فرق (كنشريو فيها غير العَرَض ديالنا) يقصد أننا نحفظ ماء الوجه بتجنب الزحام والشجار والضجيج الذي يكون في الثانية ليس إلا.

دون الحديث عن ارتفاع سعر هذا النقل حتى إن التنقل من الجديدة لطنجة يكلف ما يقارب 1000 درهم ذهابا وإيابا، ما يجعله أغلى من الطيران في بعض عروضه الداخلية بكثير.

عودا إلى رحلتي؛ وصلتُ المحطة قبل 20 دقيقة من موعد المغادرة، فأُخبرنا بقرب وصول القطار، وفعلا وصل وركبنا، فأخبرونا عن طريق إذاعة المحطة، ومن خلال شاشة برمجة الرحلات بأن هناك تأخرا قدره نصف ساعة…

لم أتضجر من هذا التأخير لأن هامش الانتظار في محطة (الدار البيضاء المسافرين) لا يقل عن ساعة، وهذا التأخر لن يؤثر علي.

تجاوزت عقارب الساعة الثامنة والقطار لم يغادر بعد، والمسافرون على متنه بدون أي إشعار ولا اعتذار… وقد بدأ #كثير منهم يستنكر ويتساءل وبعضهم بدت على وجه علامات الغضب والتوتر.

نزلت لأستفسر فأُخبرتُ بأن هناك عُطلا في السكك وأننا لا ندري عن موعد الرحلة الأولى أي شيء!!!!!

استفسرت الموضف عن الحل لأنني مرتبط بموعد رحلة أخرى من البيضاء وبموعد مهم.

فأجابني ببرودة وبدون أدنى كلمات اعتذار، أو حتى تعبير يدل على أدنى حرج: يمكنك استراد المبلغ.. (remboursement) بتعبيره.
هكذا وبسهولة!! وماذا عن تبعات هذا الإلغاء المفاجئ على مئات المسافرين؟؟ سألت الموضف.. ليجيب بصمت العاجز أو غير المهتم.

خرجت من المحطة مسرعا بعد استرجاع واجب التذكرة وامتطيت سيارة أجرة لأرجع للبيت على عجل لأستقل سيارتي إلى البيضاء لعلي أحصل الرحلة الثانية قبل موعدها ولا تسل عن التعب والتوتر ومشاكل ركن السيارة ليومين في البيضاء وتبعاته وتكلفته.

وليس كل المسافرين الذين كانوا مرتبطين بمواعد مهمة إما عملية أو طبية أو لعقد صفقات تجارية أو مواعيد دراسية او مناسبات عائلية يتيسر لهم فعل ما فعلتُ.

وقد وصلت في الموعد المحدد إلى طنجة وتم البرنامج كما كان مخططا له والحمد لله لكن تظل هناك أسئلة عالقة:

متى نقطع في مغرب الألفية الثالثة مع الاستهانة بالمواطن؟؟

ومتى نضاهي وننافس الدول التي تحترم نفسها وتقدر مواطنيها ومواعيدهم وارتباطاتهم؟

وهل يقدر المسؤولون أنهم على موعد مع استحقاقات كبرى تستدعي توفير ما يكفي من وسائل النقل والإيواء والمرافق العامة وغيرها

الحاصل؛ هذا مشاركة لتعب رحلة خاصة وتنبيه للقائمين على القطاع والله يخرج العاقبة على خير.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة