بلغت 130 درهما للكيلو غرام.. اللحوم الحمراء تواصل الارتفاع رغم وعود الحكومة

هوية بريس- متابعات

تعرف أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعاً مستمراً في الأسواق المغربية خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما أثار استياء المستهلكين في مختلف المدن، خاصة في العاصمة الرباط، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام من اللحم في بعض الأحياء 130 درهماً، في حين يبيعه آخرون بثمن لا يتعدى 90 درهماً، وسط اختلاف واضح في الجودة وطريقة التزويد.

في حي المحيط بالرباط، يؤكد عدد من الجزارين أن الفرق في الأسعار لا يرتبط بالموقع الجغرافي، بل بـ جودة السلعة.
يقول أحد الجزارين: «الفرق في السلعة هو في جودتها، ماشي في الفرق بين الرباط وسلا. الخروف ولد البلاد البدري كيدير تقريباً 98 درهماً، بينما الحولي الغليظ كيدير حوالي 80 درهماً، وكل حاجة وثمنها».

ويضيف المتحدث أن السوق يعرف حالياً لحوماً قادمة من أزرو، وهي «سلعة بلدية ممتازة»، مقارنة مع لحوم أخرى «قادمة من الخارج أو من حوليات العام الماضي»، مشدداً على أن الجودة تختلف من مصدر إلى آخر.

أما بالنسبة إلى اللحم البقري، فتتراوح أسعاره بين 100 و115 درهماً للكيلوغرام بالنسبة للّحم البلدي، في حين لا يتجاوز 90 درهماً بالنسبة للّحم المستورد أو القادم من الضواحي.
ويُرجع الجزارون هذا الارتفاع إلى قلة العرض وارتفاع كلفة العلف، مؤكدين أن «الغلاء مرتبط أيضاً بضعف دعم مربي الماشية (الكسابة)».

ويقول أحدهم: «كنتمناو يدعموا الكساب، لأن السوق غادي يرجع يتوازن إذا كان الدعم فعلاً. دابا السلعة قليلة والعلف غالي بزاف».

كما يشير بعض الجزارين إلى أن طرق البيع تختلف من شخص لآخر؛ فبينما يكتفي البعض بهامش ربح بسيط، يسعى آخرون إلى تحقيق أرباح مرتفعة.
أحد الجزارين يوضح: «كاين اللي كيشري البهيمة غير على السقط والدوارة، ما كيبغيش يربح بزاف في اللحم، وكاين اللي باغي يربح في كل حاجة، فطبيعي تكون الأسعار مختلفة».

في المقابل، يشتكي سكان حي العكاري من ارتفاع مهول في الأسعار، إذ يؤكد أحد الجزارين هناك أنه «يبيع اللحم بالسعر الذي يريد دون تقيد بأي تسعيرة محددة»، قائلاً: «أنا أشتري اللحم بالسعر اللي بغيت ونبيع بالسعر اللي بغيت… أربح حتى 700 درهم في الكيلو».

تصريحات تثير الجدل، خصوصاً أن الفارق بين الرباط وسلا أصبح واضحاً؛ ففي سلا يشتري الجزار اللحم بـ 80 درهماً ويبيعه بـ 90 درهماً فقط، أي بهامش ربح لا يتجاوز 10 دراهم، بينما تصل الأرباح في العكاري إلى 70 درهماً في الكيلو الواحد، ما يجعل العديد من المستهلكين يتجهون إلى سلا أو تمارة لاقتناء اللحوم بأسعار أقل.

ورغم ذلك، يؤكد المهنيون أن كل اللحوم تمر عبر المذبح العصري ببوقنادل، الذي يعمل وفق معايير صحية دولية، مشيرين إلى أن الأسعار تبقى رهينة بجودة السلعة وكلفة الإنتاج أكثر من أي اعتبار آخر.

ويأمل الجزارون والمستهلكون معاً أن تُتخذ إجراءات ملموسة لدعم مربي المواشي ومراقبة الأسعار، حتى يعود السوق إلى توازنه، وتصبح اللحوم في متناول جميع المواطنين.