الكنبوري ينتقد طرح الريسوني حول “ضعف المقاومة المدنية”

04 نوفمبر 2025 15:26

الكنبوري ينتقد طرح الريسوني حول “ضعف المقاومة المدنية”

هوية بريس – متابعات

أثار المقال الذي نشره الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، والمعنون بـ “مذكرة حول الشق السياسي والمدني للمقاومة الفلسطينية“، ردود فعل وتفاعلات واسعة داخل الأوساط الفكرية والإعلامية، وذلك بعد أن قدم فيه تصوّره للوظيفة السياسية والمدنية للمقاومة الفلسطينية.

الريسوني وصف في مقاله الكفاح السياسي والمدني للمقاومة بـ”الضعف والفقر والقصور”، معتبراً أن المقاومة غير “مؤسسة ومنظمة” بالشكل المطلوب. هذا التقييم أثار ردًّا فكريًا من الدكتور إدريس الكنبوري، الذي أكد في تعقيبه أن الريسوني لا يملك أدوات التقييم السياسي الدقيقة، وأن كتاباته في هذا الباب تأتي في الغالب بصيغة وعظية وحماسية أكثر منها تحليلا سياسيا موضوعيا، مؤكدا أن هذا ليس حطا من شأنه فلكل امرئ ما يحسنه.

ويرى الكنبوري أن الريسوني لم يأخذ بعين الاعتبار الظروف الموضوعية التي تواجه المقاومة، وعلى رأسها الحصار الدولي والعربي على خطابها وتحركاتها المدنية والسياسية، مؤكداً أن مجرد الدفاع عن خيارات المقاومة يعرّض المفكرين والمثقفين العرب للتضييق، فكيف بالمقاومة ذاتها؟

كما أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية خاضت بالفعل عشرات المسيرات والمبادرات المدنية والسياسية طيلة السنوات الماضية، وتعرضت لعدوان إسرائيلي مباشر، ما دفع نحو انفجار عملية 7 أكتوبر 2023 بعد انسداد كل المسارات السلمية. واستحضر الكنبوري دراسات إسرائيلية وغربية تثبت أن حماس أكثر التنظيمات رسوخًا في المجتمع الفلسطيني وأعلى من حيث البناء المؤسسي مقارنة بفتح والسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن الحركة بدأت نشاطها المدني والخيري قبل إعلان ميثاقها عام 1988، وقادت الانتفاضة الأولى عام 1987 كامتداد لتجذرها الشعبي.

وفي رده على دعوة الريسوني للمقاومة السلمية، اعتبر الكنبوري أن الفلسطينيين جرّبوا هذا الخيار لعقود دون نتيجة تُذكر، مستدلًا بمسار حركة فتح التي راهنت على العمل السلمي دون تحقيق مكاسب حقيقية. وأكد أن ما تحقق بعد العمليات العسكرية خلال السنتين الأخيرتين على مستوى الرأي العام العالمي يفوق ما حققته الجهود السلمية لعقود، مشيرا إلى أن النظرة الغربية بدأت تتغيّر جوهريا تجاه طبيعة الصراع وشرعية الرواية الفلسطينية.

واختتم الكنبوري بأن القضية الفلسطينية لا يمكن التعامل معها كقضية محلية أو سياسية تقليدية، بل هي صراع حضاري عالمي تواجه فيه المقاومة منظومة كاملة من القوى الغربية سياسيا وعسكريا وإعلاميا وأيديولوجيا، وبالتالي فإن تقييمها يحتاج إلى إدراك هذا البعد الكلي والاستثنائي.

https://howiyapress.com/%d9%85%d8%b0%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88/

 

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة