أوريد يدعو إلى عودة جميع الصحراويين واندماجهم في المسيرة التنموية بالأقاليم الجنوبية

03 نوفمبر 2025 15:31

هوية بريس-متابعات

أكد المفكر والكاتب المغربي، حسن أوريد، أن الفلسفة المغربية في الحكم كانت راسخة منذ البداية، من خلال مبدأ جوهري غير قابل للتفاوض هو السيادة الوطنية، في حين تبقى كل القضايا الأخرى قابلة للنقاش.

وأوضح أوريد، خلال مداخلته في لقاءٍ احتفالي بمدينة الداخلة، أن هذا المبدأ يمثل جوهر فلسفة الحكم المغربي، مشيراً إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني قد عبّر عن هذه الرؤية بوضوح في كلمته أمام البرلمان سنة 1986 حين قال: “خيرات الصحراء تبقى في الصحراء”، وهي عبارة تعكس، بحسب أوريد، رؤيةً استراتيجية بعيدة المدى لتدبير ملف الصحراء وتنميتها.

وأضاف المتحدث أن مشروع الحكم الذاتي لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة مسار تاريخي وسياسي متكامل، اكتملت عناصره سنة 2007، ونال إشادةً واسعة من القوى الدولية، مبرزاً أن المغرب ذهب أبعد من ذلك في ترسيخ مقومات التنمية المستدامة والاستقرار السياسي بالأقاليم الجنوبية.

كما استحضر أوريد اللقاء التشاوري الأول بمدينة نواذيبو الذي جمع الحسن الثاني بالرئيسين الموريتاني المختار ولد داداه والجزائري هواري بومدين، معتبراً أن ذلك اللقاء كان النواة الأولى لتنسيق الجهود من أجل استرجاع الأقاليم الصحراوية. وأشار إلى أن الحسن الثاني قدّم آنذاك رؤيةً تنموية طموحة جعلت من الصحراء مشروعًا يمكن أن يشبه منطقة “الرور” الصناعية بألمانيا، ما يعكس عمق النظرة المغربية واستمراريتها.

وفي جانبٍ آخر من كلمته، شدّد أوريد على أن الاحتفال اليوم يجب أن يكون مناسبةً لاستخلاص العِبر ورسم رؤيةٍ مستقبليةٍ تقوم على استكمال الأوراش التنموية، مع ضمان أن الساكنة المحلية هي المستفيد الأول من ثمار التنمية عبر المنتخبين والإدارة الترابية والمصالح الجهوية. مبرزا، أن فرحة الإنجازات الوطنية لن تكتمل دون استحضار معاناة إخواننا في مخيمات تندوف، داعيًا إلى عودة جميع الصحراويين واندماجهم في المسيرة التنموية، لأن المسيرة – كما قال – ليست حدثًا تاريخيًا بل فلسفة مستمرة في الزمان والمكان.

وفي ختام كلمته، طرح أوريد سؤالًا جوهريًا حول مشروعية احتكار بعض التنظيمات للحديث باسم الساكنة الصحراوية، متسائلًا: “هل يُعقل أن تنظيمًا نشأ في ظروف الحرب الباردة يستمر اليوم في احتكار تمثيل الصحراويين؟”، مؤكّدًا أن التاريخ يتجاوز التنظيمات حين تتغير السياقات، وأن زمن الاحتكار قد ولّى لصالح عصر الحرية والانفتاح.

وختم أوريد مداخلته باستحضار قول الحسن الثاني الخالد: “المسيرة ليست مجرد حدث تاريخي، ولكن فلسفة مستمرة”، داعيًا من الداخلة إلى مواصلة هذه المسيرة بروحها ومبادئها وأهدافها، في تكريسٍ لفلسفة الدولة المغربية القائمة على السيادة، التنمية، والوحدة الوطنية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
13°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة