المرزوقي يعلق على قرار مجلس الأمن 2797 حول الصحراء

هوية بريس – متابعات
الرئيس التونسي الأسبق يعتبر دعم الأمم المتحدة للحكم الذاتي المغربي فرصة لتجاوز الخلاف حول الصحراء وبعث الاتحاد المغاربي من جديد.
تفاعل مغاربي مع قرار أممي مفصلي
في تفاعل لافت مع القرار رقم 2797 (2025) الصادر عن مجلس الأمن الدولي، دعا الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي إلى مصالحة تاريخية بين الأشقاء المغاربيين، مؤكداً أن الوقت قد حان لتجاوز الخلاف حول الصحراء وإخراج الاتحاد المغاربي من “غرفة الإنعاش”.
وجاء تفاعل المرزوقي عبر منشور على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار الذي جدد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل “عادل ودائم ومقبول للطرفين”، وبدعم من 11 دولة عضواً من أصل 15، في حين امتنعت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، بينما لم تشارك الجزائر في عملية التصويت.
القرار 2797: دعم دولي متجدد للمقاربة المغربية
القرار الأممي، الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها صاحبة القلم في الملف، أكد أن “الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية يمكن أن يشكل الحل الأكثر جدوى”، داعياً الأطراف إلى استئناف مفاوضات مباشرة من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي، يقوم على التوافق ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك مبدأ تقرير المصير في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
كما قرر مجلس الأمن تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام كامل حتى 31 أكتوبر 2026، منهيًا بذلك الصيغة القديمة التي كانت تجدد الولاية لفترات أقصر.
واعتبر القرار أن المبادرة المغربية لعام 2007 “أساس واقعي وعملي لتحقيق سلام دائم”، مشيدًا بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام ستيفان دي ميستورا.
المرزوقي: “آن الأوان لتغليب صوت الحكمة والعقل”
في منشوره الذي لقي تفاعلاً واسعاً، كتب المرزوقي:
“آن الأوان للمصالحة التاريخية بين الأشقاء، آن الأوان لتجاوز عقبة الخلاف حول الصحراء، آن الأوان لإخراج الاتحاد المغاربي من غرفة الإنعاش”.
وأضاف أن الوقت قد حان ليتمتع المغاربيون داخل فضائهم المشترك بـ“الحريات الخمس” التي هي حقوق المواطنين وواجبات الدول:
حرية التنقل، حرية الاستقرار، حرية العمل، حرية التملك، وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية.
وختم المرزوقي بدعوة رمزية عبّر فيها عن أمله في المستقبل:
“لا طريق غير هذا حتى تصبح أوطاننا الأرض التي نلجأ إليها، لا الأرض التي نهرب منها… ولا بد لليل أن ينجلي”.
دعوة لبناء مغرب عربي جديد
يرى مراقبون أن دعوة المرزوقي تعبّر عن تطلعات وآمال شعوب المنطقة، إذ تربط بين حلّ النزاع حول الصحراء وإحياء مشروع الاتحاد المغاربي الذي ظل معطلاً لعقود.
ويعتبر محللون أن موقفه يعكس إدراكاً راسخاً لدى النخب المغاربية بأن تجاوز الخلافات الإقليمية كان وما يزال شرطاً أساسيا للاستقرار والتنمية والازدهار.
كما أن القرار 2797 — الذي حظي بدعم واسع داخل مجلس الأمن — يعزز، وفق المتابعين، الزخم الدولي المؤيد للمبادرة المغربية ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الواقعية السياسية في المنطقة، قد تمهّد لمصالحة مغاربية طال انتظارها.



