سلام تحت الإبادة.. ترامب يجر “دولة إسلامية” جديدة للتطبيع

هوية بريس – متابعات
كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن كازاخستان تستعد لإعلان انضمامها إلى ما يُعرف بـ“اتفاقيات أبراهام”، في خطوة جديدة ضمن مساعي واشنطن لتوسيع دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم تصاعد الغضب الشعبي والإسلامي من جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.
واشنطن تحيي “اتفاقيات أبراهام” بعد حرب الإبادة
بحسب الموقع، من المتوقع أن يُعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف، خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، عن انضمام بلاده رسميًا إلى الاتفاقيات التي رعتها الولايات المتحدة منذ عام 2020، في إطار مشروعها المسمى بـ“السلام الإبراهيمي”.
ورغم أن كازاخستان تربطها علاقات دبلوماسية مع الاحتلال منذ أكثر من 30 عامًا، فإن الخطوة الجديدة تُعد محاولة أمريكية لإعادة تفعيل الاتفاقيات التي تضررت صورتها عالميًا عقب المجازر الإسرائيلية في غزة، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
“تطبيع تجميلي” لتبييض جرائم الاحتلال
نقل أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هذه الخطوة “ستُظهر أن اتفاقيات أبراهام نادٍ ترغب الدول في الانضمام إليه، وتمهّد لتجاوز أزمة الحرب في غزة”.
ويرى مراقبون أن هذه اللغة تعكس محاولة مكشوفة لإعادة تأهيل صورة إسرائيل بعد أن فقدت شرعيتها الأخلاقية والقانونية نتيجة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها بحق المدنيين في القطاع.
وأكد دبلوماسيون سابقون أن التحركات الأمريكية لا تستند إلى مبادئ السلام، بل إلى مقايضات سياسية واقتصادية تهدف إلى ضمان اصطفاف مزيد من الدول الإسلامية مع الاحتلال، لتخفيف عزلته الدولية المتزايدة.
سلام على أنقاض العدالة
ويرى محللون أن انضمام دول جديدة إلى الاتفاقيات، في ظل استمرار الحصار والقتل في فلسطين، يُعد انحرافًا خطيرًا عن مبادئ العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ويؤكد خبراء أن ما تسميه واشنطن “سلامًا” ليس سوى تطبيعًا قسريًا يهدف إلى شرعنة الاحتلال الصهيوني وتكريس وجوده كأمر واقع، دون أي التزام بوقف العدوان أو احترام حقوق الفلسطينيين.
خلفيات سياسية واقتصادية
وفق أكسيوس، يسعى الرئيس الكازاخستاني إلى تعزيز موقع بلاده لدى واشنطن عبر هذه الخطوة، خاصة بعد توقيع اتفاق حول المعادن النادرة مع الولايات المتحدة، ما يجعل “الانضمام” وسيلة لتقوية النفوذ الأمريكي في آسيا الوسطى.
ويرجّح التقرير أن يعقب الإعلان اتصال مشترك بين ترامب وتوكايف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع إمكانية تنظيم حفل توقيع رسمي في البيت الأبيض لاحقًا.
مشروع “أبراهام” بين الرفض الشعبي والدعم الأمريكي
أطلقت إدارة ترامب السابقة “اتفاقيات أبراهام” سنة 2020، وضمت حتى الآن الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، في إطار ما وصفته واشنطن بـ“الإنجاز التاريخي للسلام في الشرق الأوسط”.
لكن هذه الاتفاقيات واجهت رفضًا واسعًا من الشعوب العربية والإسلامية التي اعتبرتها طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، خصوصًا مع استمرار الاحتلال في سياسات القتل والتهجير والاستيطان.
مراقبون: واشنطن تواصل هندسة التطبيع لتخفيف عزلة تل أبيب
يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إعادة ترميم صورة الاحتلال بعد فقدان مصداقيته أمام الرأي العام العالمي، خاصة في ظل التقارير الأممية التي وثّقت جرائم الحرب في غزة.
ويحذر محللون من أن “أي انخراط جديد في اتفاقيات أبراهام اليوم يعني المشاركة في تبييض سجلّ دموي، وليس الانخراط في مسار سلام حقيقي”.



