د. الحسين آيت سعيد يكتب: على هامش حوار محمد المسيح عن قرآن بورغواطة

07 نوفمبر 2025 18:13

د. الحسين آيت سعيد يكتب: على هامش حوار محمد المسيح عن قرآن بورغواطة

هوية بريس – د. الحسين آيت سعيد/ أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض سابقا

{وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}

من عجائب الدهر وغرائب الزمان أن السيد محمد المسيح المتخصص في علم الخطاطة، كان في استضافة عبد الحق كلاب الذي له موقع يتكلم فيه عن تاريخ المغرب القديم، وقد طلع علينا السيد محمد المسيح بموضوع القرآن البرغواطي، الذي زعم أن له أصلا وتاريخا كما صرح به في مقابلة مع عبد الحق كلاب وبمعيته وموافقته، والسامع المشاهد لحلقتهما يحار في أمور
أولها: ما الداعي لطرح هذا الموضوع في هذا الوقت بالضبط؟

فهناك علامات استفهام كبيرة تحتاج لجواب صريح من المضيف والمضاف إن كانا صادقين في طرحهما؟

أولها: هل المغاربة مشغولون بهذا الأمر، وهل أولوياتهم ومصالحهم تتعلق به؟

والمتكلم في أي موضوع، إنما يتكلم فيه إذا رأى تساؤل الناس أو انشغالهم بما يطرحه، أو لهم مصلحة تتعلق به أودرء مفسدة لهم متوقعة.

وآن ذاك يكون للفكرة المطروحة موضع ومجال، وإلا كانت رمية من غير رام، وسفها من القول.

والعقلاء وخاصة من يحسب على الثقافة، ينزهون أنفسهم أن يكون كلامهم في مهب الرياح.

وثانيها: هل هناك قرآن يحتاج إليه المغاربة غير هذا الذي بين أيديهم؟

فإن كان- ولن يكون أبدا- فأين اختفى عنهم طيلة ألف سنة، وكيف اختفى وما الدواعي والأسباب لذلك؟

وثالثها: هل الرجلان يعتقدان أن هذا قرآن فعلا؟

فإن كانا يعتقدان ذلك فهما على خطر عظيم في دينهم وعقيدتهم لأنهم بذلك يدخلون تحت دلالة قوله تعالى: “ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام” وقوله: “فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذجاءه” وقوله: “قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون” وقوله: “ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله”..
فلابد لهما من الشجاعة في الإفصاح عن قرآن برغواطة، هل هو مما أنزل الله أم ليس كذلك؟ فإن كان الأول فقد أظهروا هويتهم الحقيقية وحينئذ يكون معهما الكلام في مجال آخر، وإن كان الثاني، فما فائدة الاشتغال والإشغال بهذا الموضوع.

ورابعها: إن كان الرجلان ممن يتعاطى الثقافة، فمن القواعد المسلمة البدهية فيها: أن ترويج الباطل باطل، ولا يكون إلا من كاشح مبطل، وأن فلتات اللسان، تبرز ما في الجنان, وأن المريب كاد يقول لهم خذوني, وأن الكلام إما أن يرفع صاحبه وإما أن يضعه٠
وخامسها: الكلام في قرآن غير القرآن الذي يعرفه المغاربة، فيه طعن في دينهم، واستهانة بمقدساتهم، واحتقار لهم، واستبلاد لعقولهم، وهذا تعد مركب، يؤخذ به صاحبه شرعا وقانونا.

وسادسها: هل الرجلان يحنان إلى قرآن برغواطة وحكمهم ونحلتهم؟، أم أنهم من هواة الإثارة والفضول في الوسائل المرئية ليعرفوا ويقع الإقبال عليهما؟

وسابعها: هذا الطرح يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الموضوع ينطلق من خلفية لها أهداف تمييع الحقائق، وتزييف التاريخ، وخلط الأوراق، وشغل الناس عما ينبغي أن يهتموا به في حياتهم.

والذين يوحون بذلك من شياطين الإنس، يوسوسون به من بعيد، والذي يتولى إفكه، وكبر نشره، أبواق قد لا تعلم ما يراد لها ولا ما يراد بها، لأنها أدوات للتنفيذ وكفى.

وإذا فقد الإنسان البوصلة، فكل شيء عنده يسير في الاتجاه المعاكس

“إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة